أعلنت الحكومة خطة دعم قطاع الهيدروجين الأخضر في الصين في اليوم الأخير من العام الماضي (2024)؛ بهدف خفض انبعاثات الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات مثل التكرير والصلب والنقل.
وتأتي خطة وزارة الصناعة وتقنية المعلومات في إطار الخطة الوطنية لتطوير صناعة الهيدروجين للأعوام بين 2021 و2035، وفق تحديثات قطاع الهيدروجين لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
لكن مراقبين للقطاع الصاعد قلّلوا من تأثير الخطة في ضوء استمرار تحديات، أبرزها عدم وجود اتفاقيات شراء وصعوبة الحصول على تمويلات مصرفية من بين أخرى.
يأتي ذلك وسط هبوط الطلب على الهيدروجين إلى مستوى أقل من المتوقع رغم الريادة العالمية للصين في تركيبات الطاقة الشمسية وتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي.
كما احتضنت الصين على أراضيها نحو نصف جميع قدرات المشروعات قيد الإنشاء في العالم بنسبة 49.57% خلال العام المالي 2023-2024.
خطة الهيدروجين الأخضر في الصين
تستهدف خطة دعم الهيدروجين الأخضر في الصين بالأساس تحفيز مصافي تكرير النفط وشركات الكيماويات على زيادة استعمال الهيدروجين في عملياتهم لتقليل الانبعاثات، إذ تسعى الدولة الأسيوية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.
كما تضم قائمة الأهداف التشجيع على إجراء الأبحاث وتطوير الميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء المُنتجَين بوساطة الهيدروجين الأخضر.
وبحلول عام 2027، تقول الوزارة، إنه ينبغي على قطاع الصلب والتكرير وإنتاج الأمونيا والميثانول تطوير مشروعات واسعة النطاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر، دون أن تحدد حجم الإنتاج المستهدف،
لكن ضعف الطلب وارتفاع التكاليف ما زالا عقبة رئيسة أمام تدبير ما يلزم من اتفاقيات الشراء وتحقيق النمو المطلوب للصناعة الوليدة.
وعلى نحو خاص، تُمثّل الكهرباء نحو 70% من التكاليف الإجمالي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين.
ورغم رخص إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح في شمال غرب البلاد، ترتفع تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى 1.4 يوان لكل متر مكعب (19 سنتًا)، بالمقارنة بـ0.6 يوانًا للهيدروجين المُنتج من الفحم.
*(اليوان = 0.14 دولارًا أميركيًا).
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طرق الإنتاج:
تحديات مشروعات الهيدروجين الأخضر
يُعدّ الهيدروجين الأخضر في الصين بديلًا نظيفًا لمصادر الوقود الأحفوري في الصناعات كثيفة الانبعاثات، التي تصعُب كهربتها مباشرة، لكن النهوض بالقطاع لتحقيق الأهداف البيئية يقابله تحديات.
وهنا، تقول كبيرة محللي أبحاث الهيدروجين العالمية في وكالة ستاندرد آند بورز آنري ناكامورا، إن السواد الأعظم من شركات التصنيع ما زال يعتمد على الفحم، ولذلك تستهدف خطة الهيدروجين الأخضر الجديدة توجيه الوقود النظيف إلى الصناعات الأكثر أهمية على صعيد التخلص من الكربون، متوقعة تحقيق مكاسب كبيرة من وراء هذا "التحول الإستراتيجي"، على حدّ وصفها.
لكن مسؤولًا مطّلعًا على صناعة الهيدروجين المحلية يقول، إن عدم توفير اتفاقيات شراء رسمية لمنتجي الهيدروجين الأخضر والميثانول الأخضر والأمونيا الخضراء مشكلة كبرى.
بدوره، يقول المؤسس المشارك وكبير مسؤولي الامتثال في شركة هايسايتس (Hysights) كياران رو، إن المقاطعات الصينية كانت "جريئة" في تشجيع بناء مشروعات واسعة النطاق لإنتاج الوقود منخفض الانبعاثات خلال السنوات الأخيرة، في حين كانت شركات أخرى بالعالم تكافح لأجل الوصول إلى قرار الاستثمار النهائي بسبب عدم وجود اتفاقيات شراء.
وبرّر عدم إعلان عدد كبير من اتفاقيات الشراء في الصين بإبرام اتفاقيات غير مُعلنة مع الشركات المحلية في قطاع النقل، على سبيل المثال.
وأضاف: "من الإنصاف القول، إنه كان هناك نهج يقول "ابنِ (المشروع) وسيأتي المشترون".
وعلاوة على ذلك، يتوقع المطورون أن يُوجَّه الإنتاج إلى الاستهلاك المحلي، وليس التصدير إلى الخارج.
كما أشار مدير شؤون تسعير الهيدروجين العالمي في منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" نيك إدستورم إلى هيمنة الشركات الحكومية على أسواق البيع النهائية المحلية، وعلى مطوري الهيدروجين الأخضر في الصين.
يُشار هنا إلى أن تقديرات حديثة تشير إلى شركة سينوبك الحكومية (Sinopec) تقود هدف إنتاج ما يتراوح بين 100 و200 ألف من الهيدروجين الأخضر في الصين بحلول العام الجاري (2025).
ومن بين الصعوبات -أيضًا- هو أن عددًا محدودًا من المشروعات الكبرى قيد الإنشاء لا يمتلك تغطية شرائية لما يزيد عن 80% من الإنتاج، وهو الحدّ الذي تَقرَّر على أساسه المصارف تمويل المشروعات من عدمه.
وهنا، تقول المحللة في وكالة ستاندرد آند بورز آنري ناكامورا، إن نجاح خطة الهيدروجين الأخضر في الصين سيعتمد على قدرة الحكومة على تعيين مستوى دعم مالي رسمي قادر على جذب الشركات، ويكون مستدامًا ماليًا في الوقت نفسه.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق