وفي ظل الزيادة السكانية والتطور التكنولوجي المستمر ارتفع الطلب علي الطاقة الكهربائية بشكل ملحوظ مما يتطلب وعياً جماعياً بأهمية الاستخدام الامثل لهذه الطاقة.

وترشيد استهلاك الكهرباء يقصد منه الاستخدام العقلاني الواعي والمدروس للطاقة دون الاخلال براحة ورفاهية المواطن أو كفاءة الاجهزة وذلك من خلال اتباع سلوكيات بسيطة لكنها مؤثرة في تقليل الهدر والمحافظة علي البيئة وضمان استدامة الموارد الاساسية المولدة للطاقة لصالح الاجيال القادمة.

  د. رشدي فتحي:   

الوعي المجتمعي.. خط الدفاع الأول ضد هدر الطاقة لتجنب خطة تخفيف الأحمال.

استخدام بدائل الغاز يضغط علي الموازنة العامة.. ويؤثر سلباً علي سعر الصرف

الترشيد.. مفتاح خفض فاتورة المواطن وإنعاش اقتصاد الوطن

 قال د. رشدي فتحي رئيس قسم الاقتصاد كلية التجارة جامعة دمياط إن ترشيد استهلاك الكهرباء يعني الاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية وتجنب الاهدار يشمل ذلك مجموعة من الإجراءات والتقنيات التي تهدف إلي خفض استهلاك الكهرباء دون التأثير علي الأنشطة اليومية أو الإنتاجية.وفي ظل الظروف الحالية أصبح من الضروري اعتماد ممارسات مستدامة تساعد في تقليل الهدر والاسراف في استخدام الكهرباء لما لذلك من آثار سلبية علي الاقتصاد وحتي لا يتم اللجوء إلي تخفيف الأحمال الكهربائية في الفترة القادمة نظراً لتأثر إمدادات الغاز الطبيعي الذي يستخدم في توليد الكهرباء وتشغيل المصانع...

أوضح أنه في حالة اللجوء إلي استخدام بدائل الغاز في توليد وإنتاج الكهرباء سوف يترتب عليه آثار سلبية تتمثل في تحمل الخزانة العامة المصرية بأعباء مالية كبيرة بالعملة الأجنبية وهو ما يمثل زيادة في الطلب علي العملة الأجنبية مع تضاؤل المعروض منها مما يضغط علي سعر الصرف بالارتفاع وقد لا تستطيع الدولة المصرية توفير المازوت في الوقت المناسب في ظل التداعيات الجيوسياسية الحالية...

أضاف أن ترشيد استهلاك الكهرباء له فوائد اقتصادية كبيرة علي مستوي الفرد والمجتمع فعلي مستوي الفرد يساهم في تخفيض قيمة فواتير الكهرباء مما يوفر المال وعلي مستوي المجتمع يساعد في توفير الطاقة وتقليل الحاجة إلي بناء محطات طاقة جديدة. وتخفيض الاعتماد علي الوقود الاحفوري وبالتالي تقليل التلوث والحفاظ علي البيئة. اذن ترشيد استهلاك الكهرباء ليس مجرد خيار بل هو مسئولية جماعية للدولة والأفراد. ويجب نشر وترسيخ ثقافة الترشيد وتبني خطة عمل لخفض استهلاك الوقود...

  د. . عمرو يوسف   

الالتزام الطوعي بالترشيد.. بديلاً عن قطع الخدمات الممدودة بالكهرباء

رحب د. عمرو يوسف أستاذ الاقتصاد والتشريعات المالية والضريبية بأكاديمية الإسكندرية بمبادرة محافظ الإسكندرية فيما يتعلق بترشيد استهلاك الطاقة وذلك علي خلفية التغييرات الجيوسياسية علي المستويين الإقليمي والدولي والنزاعات التي تشهدها المنطقة بأسرها والتي يستخدم فيها البترول ومصادر الطاقة كإحدي أهم أوراق الضغط ضد البلدان والتي سوف تؤثر بطبيعة الحال علي حالة الإمدادات بالطاقة حول العالم والتي سوف تؤثر بطبيعة الحال استراتيجيا علي مصر وحجم الإمداد الوارد لها أو زيادة أسعار الوقود عالمياً مما سوف يعمل علي إرهاق اقتصاد وموارد الدولة ليشكل بذلك عبء السلع الدولارية وتوفير مصدر مناسب للتمويل 

أوضح أن مبادرات المحافظات ومنها محافظة الإسكندرية تأتي لترشيد الاستهلاك في وقت هام ومفصلي نحتاج جميعا التكاتف حول تلك المبادرات وذلك لتخفيف العبء علي المواد البترولية حتي يكون لدي الدولة مخزون استراتيجي خلال الفترات القادمة فضلاً عن الالتزام الطوعي بالترشيد بديلا عن قطع الخدمات الممدودة بالطاقة حيث سوف يصبح ذلك الخيار لا بديل عنه إذ ما تكاتفت قوي الشعب جميعا نحو ترشيد الاستهلاك والوقوف بجوار الدولة في هذا الوقت الراهن والذي تشهده المنطقة بأسرها حتي نساعد الدولة المصرية علي تجاوز تلك المرحلة بوعي وإدراك لازمين لتلك المرحلة...

  د. عمرو عرفة  

36 ألف ميجاوات استهلاك مصر يومياً من الكهرباء

فصل الأجهزة غير المستغلة واستخدام اللمبات الموفرة وخفض التكييف.. للتوفير 

الاعتماد علي الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الضغط علي الغاز

يري الدكتور عمرو عرفة مدرس التمويل والاستثمار بأكاديمية وادي العلوم أن مع دخول فصل الصيف وإرتفاع درجات الحرارة يزداد استخدام الكهرباء بشكل كبير خاصة بسبب المكيفات وتستهلك مصر يومياً ما بين 34إلي 36 ألف ميجاوات وهو ما يضغط علي شبكة الكهرباء لذلك أصبح من الضروري أن نرشد استهلاكنا للكهرباء حتي نتجنب الانقطاعات ونحافظ علي استقرار الخدمة..

أوضح أن ترشيد الاستهلاك لا يعني الحرمان بل استخدام الكهرباء بحكمة مثل فصل الأجهزة عند عدم استخدامها. الاعتماد علي اللمبات الموفرة وتشغيل المكيف علي درجة حرارة معتدلة حوالي 24 درجة مئوية أيضا يجب علي الجهات الحكومية والشركات تقليل الأحمال في أوقات الذروة بالإضافة إلي اعتماد مصر بنسبة كبيرة علي الغاز الطبيعي في تشغيل محطات الكهرباء حيث يمثل حوالي 57% من استهلاك الغاز في البلاد وقد وصل إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي إلي حوالي 60 مليار متر مكعب سنوياً ومع تراجع الإنتاج المحلي. بدأت الدولة في استيراد الغاز من دول منتجة مثل قطر والجزائر لسد الفجوة...

تابع أن الدولة تعمل علي زيادة الاعتماد علي الطاقة الشمسية والرياح لتقليل الضغط علي الغاز. وتحقيق استدامة الطاقة ومن هنا فإن تعاون الجميع في ترشيد الاستهلاك هو السبيل لتجاوز فصل الصيف دون انقطاع مع الحفاظ علي موارد مصر من الطاقة ...

  د. وفاء علي  

التغيرات الجوسياسية تفرض علي الدولة نشر ثقافة الترشيد وجعلها منهج حياة

قالت الدكتورة وفاء علي الخبير الاقتصادي أنه لاشك أن مآلات المشهد تشير إلي أن العالم يمر بمرحلة استثنائية تتعلق بأمن الطاقة وضمان الاستدامة ومن هنا كان علي صناع القرار إتخاذ تدابير مناسبة لتفادي اللجوء إلي تخفيف الأحمال لضمان الاستدامة ومن هنا كان هناك واجب فرض عين لتخطي العاصفة بعملية الترشيد وكفاءة استخدام الطاقة لذلك يسعي أصحاب القرار علي أرض الواقع بالتواصل مع المستهلكين بدلالة قطعية لعملية الوعي الجمعي للمستهلكين فأحوال العالم ليست عظيمة وإمدادات الطاقة ومساراتها أيضا محل تهديد ومن هنا كان واجباً علينا جميعاً أن نجعل الترشيد نهجاً لحياتنا اليومية في كل شيء وليس الطاقة فقط حتي نستطيع تخطي منحنيات الصعوبة التي يمر بها العالم وتنعكس فعلياً علي كل الأسواق. ولسنا بمنأي عن هذه الأحداث التي ترزح تحتها اسعار الطاقة ...

تابعت أن استدامة الطاقة لها قواعد نتمني من المستهلكين إعطاء إشارات إيجابية بالترشيد لمساعدة الدولة علي مواصلة الجهود المبذولة في تحقيق الأمن الطاقوي وتأمين الإمدادات 

  د. طاهر عبدالكريم:  

استهلاكنا من الطاقة وصل إلي مستوي قياسي جديد ولا يتناسب مع حجم إنتاجنا للغاز

أوضح د. طاهر عبدالكريم الخبير الاقتصادي ان استهلاك  مصر من الكهرباء في ارتفاع مستمر حيث وصل إلي مستوي قياسي جديد في الفترة الأخيرة. حيث بلغ ذروة الاستهلاك 36.9 ألف ميجاوات يومياً ويعزي هذا الارتفاع إلي النمو الاقتصادي والسكاني وارتفاع درجات الحرارة واستخدام أجهزة التكييف وإذا وجدنا أن احتياجات مصر اليومية من الغاز الطبيعي تبلغ نحو 6.2 مليارات قدم مكعب يوميا فيما يتراوح إنتاجها اليومي بين 4.1 إلي 4.2 مليار قدم مكعب وتستهدف الحكومة زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنهاية العام الجاري إلي نحو 5 مليارات قدم مكعب يوميا خاصة مع زيادة الاحتياجات اليومية لنحو 7 مليارات قدم مكعب يوميا بأشهر الصيف ...

أكد أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في مصر ليس ثابتاً بل هو مسألة ديناميكية تعتمد علي حجم الإنتاج مقابل الاستهلاك . فإذا زاد الاستهلاك لن يتحقق الاكتفاء الذاتي بسهولة إلي جانب هاجمت إسرائيل حقل غاز "بارس " الجنوني الإيراني العملاق المطل علي الخليج العربي موسعة بذلك هجومها ليشمل استهداف قطاع الطاقة الحيوي ويعد هذا الحقل الأكبر في العالم ويوفر ما يقرب من ثلثي احتياجات إيران من الغاز الطبيعي..

أشار أن إيران تنتج نحو 6.5% من انتاج الغاز العالمي وتستهلكه محليا لأنها لا تستطيع تصدير الغاز بسبب العقوبات. كما ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة2.91% إلي 39 يورو. وهددت إيران بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي وهو احد شرايين النفط العالمية وأسرع طرق نقل الخام من الشرق الأوسط للدول الأخري وعلي رأسها آسيا. مما يهدد الاقتصاد العالمي وخاصة قطاع الطاقة. ويمر عبر الضيق نحو خمس إجمالي استهلاك العالم من النفط اي ما يقرب من 20 مليون برميل يوميا من النفط . وتنقل قطر اكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم كل غازها الطبيعي المسال تقريباً عبر المضيق وهو ما يمثل نحو ربع استخدام الغاز الطبيعي المسال عالميا...

نوه إلي أنه في ظل ما تقدم نجد أنه من الآن هناك أزمة في إمدادات الطاقة خاصة الغاز لذا وجب علينا نحن المصريين في مثل هذه الظروف البالغة الصعوبة أن نرشد من استهلاكنا للكهرباء وخصوصا أننا في فصل الصيف وعادة ما ترتفع وتيرة استهلاك الكهرباء وبالتالي الغاز الطبيعي بشكل مبالغ فيه. لذا وجب اتخاذ ما يلزم من قبل المواطنين والحكومة..

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل