قبل أيام قليلة من اندلاع ثورة 30 يونيو، أصدر القاضي الوطني الجليل المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة حكمًا تاريخيًا في لحظة من أخطر لحظات الوطن. في ذلك الوقت، سعى مجلس الشورى الإخواني إلى تمرير مشروعات كارثية تمس سيادة مصر، كان أخطرها مناقشة مشروع قانون بيع قناة السويس!.

لكن الحكم جاء صارمًا وواضحًا: سلطة مجلس الشورى مؤقتة، ولا يملك سوى إصدار التشريعات الضرورية لخدمات المواطنين ، كحق المواطنين الفقراء في العلاج , لغياب مجلس النواب صاحبة الصفة الأصلية . أما المشروعات التى تخص بيع الأراضى السيادية كقناة السويس ، فليست من سلطته , هنا جن جنون الجماعة واشتعلت غضبًا …وخرج طاهر عبد المحسن، وكيل اللجنة التشريعية بالمجلس فى ذلك الوقت ، من تحت قبة الشورى، مهددًا علنًا:وقال عبارته "سوف نقطع يد القاضى خفاجى." كانت لحظة فاصلة… بين قاضٍ يكتب التاريخ، وجماعة تُفصح عن نواياها بقطع يد العدالة.

قالوا نقطع يده… لأنها كتبت حكمًا يمنعهم من بيع قناة السويس قطعة سيادية غالية لمصر . لكنها كانت يدًا من حديد…كتبت التاريخ…ورفعت راية العدل…وحمت قطعة سيادية من الوطن قناة السويس من أن تُباع. هذه اليد الوطنية ومثلها تحتاج إلى حماية , وقطع اليد هو الرمز الأخطر، لأنه يُجسّد التهديد المباشر من جماعة إرهابية لقاضٍ لم يساوم , قاضٍ يكتب بوطنه… لا بقلمه فقط.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل