أشعل اكتشاف جثة مراهق جديد هذا الأسبوع في بحيرة ليدي بيرد بمدينة أوستن الأمريكية موجة من القلق الشعبي، في ظل تكرار حوادث الغرق الغامضة التي أسفرت عن انتشال 38 جثة خلال ثلاث سنوات فقط، مما دفع البعض إلى الاعتقاد بوجود قاتل متسلسل يُعرف بلقب "سفّاح شارع ريني".

أعرب السكان عن مخاوفهم المتزايدة، خصوصاً بعد أن أكدت السلطات أن 30 من الجثث تعود لرجال، عُثر على معظمهم في ظروف مريبة دون تفسير واضح، رغم نفي الشرطة لوجود نمط إجرامي متسلسل. وتشير البيانات الرسمية إلى أن أعمار نحو 60% من الضحايا تتراوح بين 39 و49 عاماً، في حين لا تزال أسباب وفاة ستة منهم غير محسومة حتى الآن.

وأرجعت السلطات المحلية هذه الحوادث إلى طبيعة شارع ريني الصاخبة، الذي يُعرف بحفلاته الليلية وسهراته الممتدة، إذ شوهدت بعض الضحايا، مثل جايسون جون ومارتن غوتيريز، لآخر مرة في هذا الحي قبل العثور على جثثهم في البحيرة. وقد دفع هذا التصاعد المقلق المسؤولين إلى تخصيص ميزانية تجاوزت 800 ألف دولار لتعزيز الإضاءة وتركيب حواجز أمان، إلى جانب وضع سيارات إسعاف ثابتة قرب الشارع للتعامل مع حالات الطوارئ الناتجة عن الإفراط في الشرب.

ولم تثنِ الإجراءات الاحترازية المواطنين عن التشكيك في الرواية الرسمية، حيث شهد يوليو الماضي إطلاق عريضة إلكترونية تطالب الشرطة بإعادة النظر في أسباب الوفيات، خصوصاً في ضوء قضية الشاب كريستيان بيو، الذي عُثر عليه في حالة حرجة بعد اختفائه عقب سهرة، وسط مؤشرات على تعرضه لاعتداء عنيف. ورغم هذه الحوادث، لا تزال الشرطة تصرّ على وصفها بـ"المأساوية"، دون أدلة تؤكد وجود نشاط إجرامي منظم.