كشفت السنوات الأخيرة من المسيرة السياسية لدونالد ترامب عن نمط متكرر: حلفاء مقرّبون ينقلبون عليه ويتحولون إلى خصوم، كاشفين أسراراً محرجة ومساهمين في معاركه القضائية والسياسية. وقد اتّخذ هذا النمط منحى أكثر حدّة بعد خلاف علني بين ترامب وأحد أبرز داعميه في الفترة الأخيرة، الملياردير إيلون ماسك.

تدهورت العلاقة بين ترامب وماسك بشكل لافت بعد فترة من التعاون السياسي والمالي، بلغت ذروتها بتكليف ترامب لماسك بدور حكومي في "دائرة كفاءة الحكومة". إلا أن اعتراض ماسك لاحقاً على مشروع إنفاق ضخم دفع ترامب إلى مهاجمته علناً، ليرد ماسك بتصريحات نارية على منصة "إكس"، لمّح فيها إلى ملفات إبستين السرية، واتهم ترامب بنكران الجميل. ومع تصاعد التوتر، ظهرت دعوات من ماسك لعزل ترامب، وردّ الأخير باقتراح إلغاء عقود شركات ماسك مع الحكومة.

ولا يُعد ماسك الحالة الوحيدة؛ فالمحامي السابق لترامب، مايكل كوهين، تحوّل من "كاتم أسرار" إلى شاهد رئيسي أدلى بشهادات حاسمة في قضايا أدت إلى إدانة ترامب جنائياً. وبعد شعوره بالخيانة عقب تخلّي ترامب عنه، كشف كوهين في كتبه ومقابلاته عن تفاصيل تُظهر جانباً مظلماً من إدارة ترامب.

وامتد مسلسل الانشقاقات ليشمل شخصيات بارزة من داخل الإدارة مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي استقال احتجاجاً على قرارات ترامب في سوريا، والمدعي العام وليام بار، الذي فاجأ الجميع برفضه مزاعم ترامب حول تزوير الانتخابات، واصفاً إياها بـ"الهراء". كما نشر جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، مذكرات اتهم فيها ترامب بالجهل واستغلال المنصب، بينما انتهت علاقة ترامب بنائبه مايك بنس بعد أن رفض الأخير الانصياع لضغوط إلغاء نتائج الانتخابات.