تقارير ألمانية.. مكالمة هاتفية لممثل البوليساريو السابق في سوريا تفضح التوجه الإرهابي للجبهة الوهمية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقارير ألمانية.. مكالمة هاتفية لممثل البوليساريو السابق في سوريا تفضح التوجه الإرهابي للجبهة الوهمية, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 01:06 مساءً

كشفت تقارير ألمانية عن معطيات خطيرة تمس بشكل مباشر أمن واستقرار المنطقة المغاربية، من خلال معطيات موثقة تكشف علاقة مشبوهة بين جبهة البوليساريو الانفصالية وتنظيمات إرهابية مدعومة من إيران، حيث أورد تقرير منها تفاصيل مكالمة هاتفية مسربة جمعت بين الممثل السابق للجمهورية الوهمية في سوريا، المدعو مصطفى محمد لمين الكتاب، وعميل تابع لحزب الله اللبناني، تبادل فيها الطرفان عبارات الدعم والتخطيط لهجمات محتملة تستهدف مصالح حيوية، من ضمنها سفارة إسرائيل بالمغرب.

وجاءت المكالمة المسربة لتؤكد ما كانت الرباط تحذر منه مرارا وتكرارا، حول تحول الجبهة الانفصالية من حركة ذات طابع انفصالي إلى فاعل إقليمي يتماهى مع أجندات إرهابية دولية، مدعومة من محور إيران – حزب الله – الجزائر، حيث عبر "الكتاب" بوضوح عن انخراطه الأيديولوجي في ما يعرف بـ"محور المقاومة"، وامتدح الهجوم الدموي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، مشيرا إلى رغبته في رؤية جبهة موحدة تضم غزة، الجولان، جنوب لبنان، والبوليساريو كجبهات قتال ضد إسرائيل.

وشكلت دعوة ممثل البوليساريو للحصول على دعم لوجستي وعسكري مباشر من حزب الله وإيران للقيام بعمليات إرهابية، أخطر ما تضمنه فحوى المحادثة رغم اعترافه بمحدودية قدرات تنظيمه، وهو ما يعكس تحولا جذريا في طبيعة الجبهة، التي باتت، حسب التقرير ذاته، تبحث عن موطئ قدم في خارطة الإرهاب الدولي، بعدما خسرت كثيرا من دعمها السياسي والدبلوماسي.

وسبق لتقارير صحفية سابقة أن أوردت شهادات وأدلة تؤكد وجود نشاط لتنظيمات كداعش والقاعدة داخل مخيمات تندوف التي تسيطر عليها الجبهة فوق التراب الجزائري، وتكفي الإشارة إلى أن عدنان أبو الوليد الصحراوي، أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى والذي قتلته القوات الفرنسية في مالي سنة 2021، كان في الأصل مقاتلا في صفوف البوليساريو، كما خرجت من تندوف خلايا متطرفة خطيرة، مثل "فتح الأندلس" و"الخلافة"، وكلها أعلنت ولاءها لتنظيم داعش، بحسب ما أكدته أجهزة استخبارات دولية.

ولم يتردد المغرب في وقت سابق، على لسان وزير الخارجية ناصر بوريطة، في توجيه اتهامات مباشرة لإيران بتزويد البوليساريو بطائرات مسيرة، بما فيها الطائرات الانتحارية، في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة المغاربية والساحل، كما نبه إلى خطورة الدعم الإيراني للكيانات الانفصالية داخل العالم العربي، مشيرا إلى أن المخطط لا يقتصر على الصحراء المغربية فقط، بل يتعداها إلى مناطق أخرى تعاني من هشاشة أمنية.

وانقلبت جبهة البوليساريو، التي كانت توصف سابقا بأنها حركة ماركسية مدعومة من كوبا وليبيا القذافي، على مرجعياتها التي كانت تروج لها لخمسة عقود، ووجدت نفسها اليوم تحت وصاية محاور متطرفة تسعى إلى التمدد في إفريقيا عبر مد نفوذها إلى الحركات الانفصالية والمناطق المتنازع عليها، حيث ومع استمرارها في تجنيد الأطفال داخل مخيمات تندوف وإرغامهم على الانخراط في معسكرات التدريب العسكري، فإن الصورة التي سوقتها الجبهة لنفسها أمام المنتظم الدولي تهاوت بشكل كبير، خصوصا بعد طردها من سوريا وتراجع دعمها في عدد من العواصم الغربية.

وجاءت التحولات الجيوسياسية التي تعرفها قضية الصحراء، والدعم المتزايد الذي تحظى به الرباط من قبل قوى كبرى كأمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة، نتيجة لسياسة مغربية متوازنة ومحكمة في مواجهة التطرف والانفصال، مقابل انكشاف الوجه الحقيقي لجبهة البوليساريو التي تجاوزت مطلب "تقرير المصير" لتتحول إلى ذراع مسلح في يد إيران وحزب الله، وهو الواقع الذي يفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى، إعادة النظر في خطابات بعض الأطراف التي لا تزال تروج لشعارات تعود إلى مرحلة الحرب الباردة، بينما الصراع الحالي بات يرتبط بمواجهة الإرهاب وصون أمن الدول.

ولم تكن التقارير الألمانية سوى تأكيد لما يعرفه المغرب على أرض الواقع منذ سنوات، لكنه يشكل، في الوقت نفسه، ناقوس خطر للمجتمع الدولي، الذي أصبح مطالبا بوضع حد لتغاضيه عن أنشطة البوليساريو المشبوهة، ومساءلة من يدعمها ويمولها ويوفر لها الحماية، ما يجعل التحدي اليوم لا يتعلق فقط بمشكلة حدود أو نزاع سياسي، بل بمواجهة مشروع تخريبي يحمل في طياته بذور الفوضى والانقسام والدمار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق