في كلمة خاصة له ألقاها خلال اللقاء السنوي السادس للمرأة المهندسة، الذي احتضنته مدينة الدار البيضاء السبت الماضي تحت شعار: "المغرب الرقمي 2030.. الفرص والتحديات"، حرص "عمر السغروشني"، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، على إبراز جانب قلّما يُسلّط عليه الضوء في النقاشات التقنية والمهنية، إنه البعد الأسري في نجاح المرأة المهندسة.

ولم يتردد "السغروشني"، في لحظة إنسانية مؤثرة، في التوجّه مباشرة إلى والد وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، "ليلى بنعلي"، الذي كان متواجدا بين الحضور، قائلاً له: "لقد خاطبتكم لأنكم تُجسّدون بشكل مثالي استمرارية عمل المهندس الذي يُنتج المهندسين".

بهذه العبارة، حمّل "السغروشني" كلمته شحنة رمزية عميقة، مُشيرًا إلى أن المسار المهني اللامع للوزيرة "بنعلي" ليس وليد الصدفة، بل هو امتداد طبيعي لقيم عائلية ومهنية متجذّرة، صاغها والدها وأثمرت تميزًا في أحد أكثر القطاعات دينامية بالمغرب.

وقد لاقت هذه الإشارة الإنسانية تفاعلًا خاصًا من لدن الحضور، سيما وأنها تحمله بين طياتها اعترافا نادرا بالدور غير المرئي الذي تلعبه الأسرة في مسار بناء الكفاءات، خاصة في ميادين الهندسة والبحث والابتكار، التي كثيرًا ما تُختزل في الأرقام والإنجازات التقنية، دون الالتفات إلى الجذور الداعمة خلف الكواليس.

هذه اللحظة التي جمعت بين التقنية والاعتراف الإنساني، بين التميز المهني والحضور العائلي، جسدت باختصار الرهان الحقيقي نحو "مغرب رقمي" لا يقوم فقط على التكنولوجيا، بل على القيم والروابط التي تُغذيها.