انطلقت اليوم (الإثنين)، فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي (SIF) في نسخته الأولى، الذي يُنظم تحت رعاية مشتركة من وزارتي الرياضة والاستثمار، وذلك في فندق الريتز كارلتون بالعاصمة الرياض. ويستمر المنتدى لمدة ثلاثة أيام، ويشهد مشاركة واسعة من نخبة من القيادات وصنّاع القرار والمستثمرين المحليين والدوليين، إضافة إلى رواد الأعمال من مختلف المجالات.

وتتضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى توقيع عدد من الاتفاقيات النوعية، فضلاً عن إطلاق مبادرات جديدة، إلى جانب تنظيم 9 جلسات حوارية تغطي محاور رئيسية في الرياضة مثل البنية التحتية، الذكاء الاصطناعي، الرياضة النسائية، الإعلام الرياضي، والرياضة الإلكترونية. كما سيشهد الحدث أكثر من 50 ورشة عمل يشارك فيها 120 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى معرض مصاحب بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة والمشاريع الناشئة.

وفي سياق المنتدى، أكد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي أن استضافة المملكة العربية السعودية كأس العالم 2034 ستكون مصدر فخر واعتزاز لكل العرب. وأضاف صبحي أن هذه الاستضافة ستُسهم في إبراز التطور الكبير في البنية التحتية، السياحة، والتعليم، مما يعكس الصورة الحقيقية للمملكة والمنطقة على الساحة العالمية.

وتحدث الوزير المصري خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان «رؤية مصر المستقبلية للقطاع الرياضي»، مشيراً إلى أن مصر تقوم بالاستثمار في المنشآت الرياضية والأصول والخدمات التقنية والسياحة الرياضية، مع التركيز على التعاون مع القطاع الخاص. وأوضح صبحي أن حجم الاستثمار الرياضي العالمي بلغ 844 مليار دولار، بينما بلغ حجم سوق استضافة الأحداث الرياضية 266 مليار دولار، مؤكداً أن هذه الفعاليات تساهم بشكل مباشر في الاقتصاد المحلي للدول المستضيفة.

وفي خطوة مهمة نحو تعزيز الاستثمار في الرياضة، كشف الأمير عبدالله بن مساعد، مالك مجموعة «يونايتد وورلد»، خططاً لإطلاق صندوق استثمار رياضي سعودي يراوح رأس ماله بين 500 مليون إلى مليار ريال. وأوضح الأمير عبدالله أن الاستثمارات ستتركز في الأصول الرياضية في أوروبا، وأن المجموعة ستسهم بنسبة 20% من رأس المال، بينما سيتم جذب النسبة المتبقية من مستثمرين آخرين.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار سعيه لتوسيع حضوره الاستثماري في قطاع الرياضة العالمي، مستفيداً من تجربته السابقة مع نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي.

من جانبه، أكد نائب وزير الرياضة السعودي بدر القاضي أن القطاع الرياضي في المملكة تحول إلى صناعة اقتصادية متكاملة، مع جاذبية استثمارية واضحة تعكس نضج النظام الرياضي في المملكة في إطار رؤية السعودية 2030. وأشار القاضي إلى أن القطاع الخاص أصبح شريكاً رئيسياً في هذا النجاح، إذ دعم العديد من الفعاليات دون أي تكلفة على وزارة الرياضة.

وفي كلمته خلال المنتدى، أكد مساعد وزير الاستثمار إبراهيم المبارك أن الرياضة السعودية شهدت تحولاً هائلاً في السنوات الأخيرة، إذ وصل حجم السوق الرياضية في المملكة إلى 32 مليار ريال في عام 2025، مقارنة بـ5 مليارات ريال في 2016. وأضاف المبارك أن الرياضة أصبحت اليوم قطاعاً اقتصادياً متكاملاً، مع بنية تشريعية قوية وحوكمة مالية تفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات.

وأشار المبارك إلى أن الإستراتيجية الوطنية للاستثمار تركز على تعزيز دور القطاع الخاص في الرياضة السعودية، مع تشجيع الشركات المحلية والدولية على الاستثمار في هذا القطاع المتنامي. كما لفت إلى أن وزارة الاستثمار أجرت أكثر من 800 إصلاح تشريعي لتحسين البيئة الاستثمارية، مما ساهم في زيادة عدد المستثمرين الأجانب من أقل من 4 آلاف إلى أكثر من 40 ألف مستثمر.