يوم جديد من المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، ودخول الولايات المتحدة على خط التصعيد، بعد أن أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لشن ضربات في العمق الإيراني واستهداف 3 مواقع نووية من بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المحصنة تحت الأرض. 

من طاولة المفاوضات إلى ساحة المعركة 

ومع استمرار هذه الحرب التي أشعلتها إسرائيل في 13 يونيو، دخلت المفاوضات الأمريكية الإيرانية النووية التي كانت تتم بوساطة عمانية إلى طريق مسدود. فسرعان ما تحول المشهد من جولات دبلوماسية كانت تنتهي أجواء من الإيجابية، إلى نزاع مسلح ونجاح إسرائيل إفشال المفاوضات وجر الولايات المتحدة إلى ساحة المعركة، على أمل أن يجهض ذلك المشروع النووي الإيراني، لكن رغم هذه الضربات من جانب تل أبيب وواشنطن، كانت التصريحات الإيرانية صفعة على جبينهم، فلا برنامج نووي توقف أو موقفها والتنازل في المفاوضات تراجع بل النتيجة كانت العكس وأكثر تشدداً (لا لوقف طموحاتنا النووية). 

كما أن استمرار هذا النزاع لا يكون في صالح في إسرائيل المحاصرة بين الضغط الداخلي الرافض لسياسات حكومة نتنياهو والفشل العسكري الذريع في إعادة الرهائن حتى بعد تحويلها غزة إلى كومة من التراب والدمار، إلى جانب استمرار هذه الحرب لا تكون في صالح ترامب الرجل الاقتصادي وبيزنس مان ينظر للأزمات من منطلق مادي، وكما يقول دائماً لنجعل أمريكا عظمية مرة أخرى! 

محلل إيراني لـ «تحيا مصر»: ترامب لا يحق له دخول حرب دون موافقة الكونجرس

وهذا ما أكد عليه المحلل الإيراني مصدق بور في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر وقال إن:" الجانب الأمريكي أمام خيارين هو شن هجوم محدود لإيران ويريد أن يكتفي بهذه الضربة ولا يريد أن تشتعل الحرب لأن هذا سيضر مصالح ترامب.. ترامب لا يحق له دخول حرب دون موافقة الكونجرس لكن يستطيع توجيه ضربات محدودة بدعوة أن يحمي المصالح الأمريكية، لكن إذا أراد أن يشعل حرب يجب أن يذهب الكونجوس". 

وأضاف:" أمريكا جربت حروب في هذه المنطقة فشلت مع طالبان مع العراق وغير قادرة على حسمها.. نتنياهو حتى في الحرب لم يتمكن من تحرير رهائنه والقضاء على حماس". 

محلل إيراني لـ «تحيا مصر»:إيران دولة كبيرة متارمية الأطراف إسرائيل لا تساوي ضاحية في طهران

وأوضح المحلل الإيراني أنه:" هناك معركة بين إسرائيل وإيران.. إسرائيل ستسلم أولاً.. إيران دولة كبيرة متارمية الأطراف إسرائيل لاتساوي محافظة أو ضاحية من ضواحي طهران.. واذا استمرت إيران لمدة أسبوعين على استهداف العمق الإسرائيلي ستتحول تل أبيب إلى غزة ستدمر فيها المباني والبنية التحتية سوف تتخلف وتعود سنوات إلى الوراء". 

وتابع قائلاً:" إيران ليس هناك ما تخشاه.. الحرب مع إيران وأمريكا تختلف مع الحرب في أفغانستان.. أفغانستان لديها جغرافيا واضحة لأنها محدودة لكن مع إيران غير محدودة. هذه الحرب ستحرق إسرائيل والولايات المتحدة". 

وحول مسار المفاوضات بين واشنطن وطهران قال المحلل الإيراني مصدق بور في تصريحات خاصة أن:" إيران جمدت المفاوضات وتشترط وقف العدوان الإسرائيلي وتشترط موافقة أمريكا على شروطها الاعتراف بالبرنامج النووى السلمي ورفع العقوبات هذه شروط إيران وتتمسك بها.. وحتى بعد الضربات الأمريكية أصبحت أكثر حزما واصراراً خاصة ان إيران تعلم أن ضرب المصالح الأمريكية أسهل ضربها من إسرائيل.. المصالح الأمريكية هي اقتصادية بالدرجة الأولى وتدهور الأمن لايخدم مصلحة ترامب". 

محلل إيراني لـ «تحيا مصر»:ترامب كذب على شعبه هل يريد أمريكا أولاً أم إسرائيل أولاً 

وأكد بور أن:" هذه الأزمة سوف تستمر وسوف يقضي ترامب طوال السنوات الثلاثة في هذه الأزمة.. اليوم وقوفه إلى جانب إسرائيل وتعليله أن المصالح الأمريكية في خطر بسبب إسرائيل وضعته في مأزق.. ترامب كذب على شعبه وبالتالي سيكون أمام مسألة هل يريد أمريكا أولاً ام إسرائيل وتل أبيب اولاً".