كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن إيران نسّقت مسبقاً هجومها الصاروخي على القاعدة الأميركية في قطر مع مسؤولين قطريين، وأبلغتهم بتفاصيل العملية قبل تنفيذها، في خطوة اعتُبرت محاولة لتفادي التصعيد مع الحلفاء الإقليميين، وترك مساحة للدبلوماسية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران أرادت توجيه رسالة رد على الضربات الأميركية الأخيرة ضد منشآت نووية داخل إيران، لكنها اختارت تنفيذ "هجوم رمزي"، على غرار ما حدث عام 2020 عندما أبلغت السلطات العراقية مسبقاً قبل قصف قواعد أميركية في العراق رداً على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة أن إيران أبلغت كلاً من الولايات المتحدة وقطر عبر قناتين دبلوماسيتين قبل ساعات من تنفيذ الهجوم على قاعدة العديد الجوية، أكبر موقع للتمركز الأميركي في منطقة الخليج.

من جانبه، قال مسؤول إيراني كبير لشبكة سي إن إن إن الحرب الحالية "قد تستمر لمدة عامين"، مضيفاً أن طهران مستعدة لمواصلة المواجهة بهذا المستوى من التصعيد.

وفي المقابل، نقلت الشبكة عن مسؤول في البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت تتوقع رداً إيرانياً بعد القصف الأميركي لمواقعها النووية، لكنها لا تسعى لتوسيع التدخل العسكري في المنطقة، في وقت شدد فيه ترامب على أن الضربات التي نفذتها بلاده "دمرت تماماً المواقع النووية الإيرانية"، متّهماً وسائل الإعلام بمحاولة التقليل من حجم العملية.

ومساء اليوم الإثنين أعلن التلفزيون الإيراني، عن إطلاق عملية عسكرية وصفتها طهران بـ"بشائر الفتح"، استهدفت فيها ما قالت إنها "مصالح أمريكية" في كل من قطر والعراق، على خلفية التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن.

وأكدت القوات المسلحة الإيرانية، عبر بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية، أنها أطلقت صواريخ "مدمّرة وقوية" على قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تضم الوجود العسكري الأمريكي الأكبر في المنطقة، معتبرة أن هذه القواعد تمثل "نقطة ضعف رئيسية" للولايات المتحدة وليست مصدر قوة لها.

وأفاد شهود عيان في الدوحة بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق من العاصمة القطرية، فيما أعلنت السلطات إغلاق المجال الجوي مؤقتًا، بالتزامن مع تزايد التوترات في المنطقة عقب الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران فجر الأحد.

وأدانت قطر الهجوم الإيراني بشدة، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد، وأكدت أن قاعدة العديد كانت قد أُخليت مسبقًا ضمن تدابير أمنية احترازية، كما أكدت جاهزية الدفاعات الجوية القطرية التي تصدت للهجوم دون تسجيل أي خسائر بشرية. واحتفظت الدوحة بحق الرد بما يتناسب مع حجم الاعتداء.

من جهتها، أكدت مصادر أميركية أن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم الإيراني، واتخذت تدابير وقائية لحماية قواتها في القاعدة، مشيرة إلى أن الضربة لم تسفر عن إصابات في صفوف العسكريين الأميركيين، وأن الإدارة الأميركية تتابع التطورات لتحديد الرد المناسب.