دخلت العواصم الخليجية في حالة طوارئ موسعة بعد قيام إيران بقصف قاعدة العديد الأمريكية في دولة قطر، ضمن تصعيد غير مسبوق في المواجهة بين طهران وواشنطن، في تطور هو الأخطر منذ سنوات في منطقة الخليج، وقد فرض هذا الهجوم تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي، وخلّف سلسلة من الإجراءات الطارئة في عدد من الدول العربية.

تداعيات قصف قاعدة العديد

ففي العراق، أعلنت السلطات إغلاق المجال الجوي بالكامل أمام الرحلات الجوية الدولية، وأوقفت على الفور حركة الطيران في مطار البصرة الدولي، في إجراء احترازي تحسّبًا لأي رد عسكري محتمل أو تطورات ميدانية مفاجئة، خاصة في ظل تزايد المخاوف من امتداد التصعيد إلى الأراضي العراقية التي تضم وجودًا عسكريًا أمريكيًا كثيفًا.

الكويت تتأهب

أما في الكويت، فقد أعلنت هيئة الطيران المدني تعليق جميع رحلات المغادرة من مطار الكويت الدولي حتى إشعار آخر، نتيجة التصعيد العسكري الإقليمي، وتحديدًا بعد الهجمات الإيرانية التي وصفتها السلطات الكويتية بأنها "تطورات بالغة الخطورة تمس الأمن القومي للمنطقة برمتها".

إجراءات رسمية من الإمارات والبحرين

ولم تكن الإمارات والبحرين وقطر بعيدة عن المشهد، حيث أغلقت السلطات في هذه الدول أجواءها جزئيًا، وأوقفت عددًا من الرحلات الجوية، في سياق تدابير الطوارئ المتخذة لحماية الملاحة الجوية والمدنية، خاصة مع تصاعد التوتر وورود أنباء متكررة عن دوي انفجارات وسماع صفارات إنذار في بعض العواصم الخليجية.

وكانت إيران قد شنت قصفًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الجوية في الدوحة، التي تُعد واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مما دفع دول الخليج إلى رفع حالة التأهب الأمني والعسكري، ومتابعة التطورات لحظة بلحظة.

ويأتي هذا التصعيد في إطار ما أسمته طهران "عملية بشائر الفتح"، والتي وصفتها بأنها رد مباشر على ما تعتبره انخراطًا أمريكيًا في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية في سوريا ومناطق أخرى، وقد حملت العملية رسالة ردع شديدة اللهجة لواشنطن، وأثارت ردود فعل متباينة في العواصم الخليجية والدولية.

ويرى محللون أن الخليج العربي يمر حاليًا بمرحلة دقيقة تتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا وأمنيًا على أعلى مستوى، خشية انزلاق المنطقة إلى مواجهات مفتوحة قد لا تُحمد عواقبها، كما يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات عربية ودولية مكثفة لاحتواء الأزمة ومنع اتساع دائرة الاشتباك.