أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها الشديدة للتصعيد الإقليمي المتواصل في منطقة الشرق الأوسط، محمّلة إسرائيل مسؤولية اندلاع الأزمة بعد هجومها الصاروخي على إيران في 13 يونيو الجاري، والذي أعقبه تبادل متصاعد للهجمات بين طهران وخصومها.

وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية العمانية رصده "المشهد اليمني"، اعتبرت مسقط أن الهجوم الإيراني الأخير على مواقع سيادية داخل دولة قطر الشقيقة "عمل مرفوض ومدان"، مشددة على أن ما جرى يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، ويتنافى مع مبادئ حسن الجوار، ويهدد بتوسيع رقعة الصراع في المنطقة.

وأكد البيان تضامن سلطنة عمان الكامل مع دولة قطر، ودعمها للإجراءات التي تتخذها الدوحة للحفاظ على أمنها واستقرارها، في ظل التوتر المتزايد.

ودعت الخارجية العُمانية إلى الوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية والصاروخية، مشددة على ضرورة تغليب الحكمة واللجوء إلى المفاوضات السلمية، والاحتكام إلى القانون الدولي لمعالجة جذور الصراع والوصول إلى تسوية عادلة عبر الوسائل المشروعة.

السعودية تدين بشدة

وكانت المملكة العربية السعودية، أعلنت إدانتها بشدة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي طال دولة قطر، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان رسمي صدر مساء الإثنين، وطالعه "المشهد اليمني" إن المملكة "تدين وتستنكر بأشد العبارات العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر الشقيقة"، واصفة الهجوم بأنه "عمل مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال".

وأكد البيان تضامن السعودية الكامل مع قطر، مشددًا على وقوف المملكة إلى جانبها، واستعدادها لتقديم "كافة الإمكانات لمساندة دولة قطر في كل ما تتخذه من إجراءات".

تبرير العدوان الإيراني: ردا على الأمريكيين

ومساء اليوم الإثنين أعلن التلفزيون الإيراني، عن إطلاق عملية عسكرية وصفتها طهران بـ"بشائر الفتح"، استهدفت فيها ما قالت إنها "مصالح أمريكية" في كل من قطر والعراق، على خلفية التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن.

وأكدت القوات المسلحة الإيرانية، عبر بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية، أنها أطلقت صواريخ "مدمّرة وقوية" على قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تضم الوجود العسكري الأمريكي الأكبر في المنطقة، معتبرة أن هذه القواعد تمثل "نقطة ضعف رئيسية" للولايات المتحدة وليست مصدر قوة لها.

وأفاد شهود عيان في الدوحة بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق من العاصمة القطرية، فيما أعلنت السلطات إغلاق المجال الجوي مؤقتًا، بالتزامن مع تزايد التوترات في المنطقة عقب الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران فجر الأحد.

وأدانت قطر الهجوم الإيراني بشدة، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد، وأكدت أن قاعدة العديد كانت قد أُخليت مسبقًا ضمن تدابير أمنية احترازية، كما أكدت جاهزية الدفاعات الجوية القطرية التي تصدت للهجوم دون تسجيل أي خسائر بشرية. واحتفظت الدوحة بحق الرد بما يتناسب مع حجم الاعتداء.

من جهتها، أكدت مصادر أميركية أن واشنطن كانت على علم مسبق بالهجوم الإيراني، واتخذت تدابير وقائية لحماية قواتها في القاعدة، مشيرة إلى أن الضربة لم تسفر عن إصابات في صفوف العسكريين الأميركيين، وأن الإدارة الأميركية تتابع التطورات لتحديد الرد المناسب.