في سرد غير مسبوق، يكشف العميد المهندس المتقاعد بسام الطويل، الذي خدم في الجيش السوري لمدة 34 عامًا، عن الوجه الخفي للمهام الجوية داخل مؤسسة لا تقبل الخطأ؛ شهاداته، التي جاءت بعد سنوات من الصمت، تسلط الضوء على كواليس لواء النقل الجوي، ورحلات حافظ الأسد، والمراقبة الأمنية التي طالت حتى كبار الضباط.

من حي المهاجرين إلى سماء أوكرانيا: حلم الطيران وسط الفقر

نشأ بسام الطويل في بيئة فقيرة بحي المهاجرين في دمشق، وسط عائلة كبيرة مكونة من عشرة أفراد، حلم الطيران شق طريقه مبكرًا، فقرر الانضمام إلى الجيش عبر بعثة دراسية إلى أوكرانيا عام 1974، هناك تلقى تدريبات مكثفة مع الجيش السوفيتي، شملت العمل في مصانع الطائرات ومهام على الحدود مع الصين وبحر قزوين، ما أكسبه خبرة نادرة في صيانة المحركات والطائرات العسكرية.

المهام تبدأ: صيانة الطائرات ونقل الشخصيات البارزة

بعد عودته إلى سوريا، بدأ الطويل العمل في مصنع تعمير الطائرات في حلب، ثم انتقل إلى لواء النقل الجوي بدمشق. هناك تولّى تجهيز الطائرات الرئاسية ونقل كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس حافظ الأسد، الذي رافقه في أكثر من 20 رحلة.

ويكشف الطويل عن حادثة حساسة كادت تهدد سلامة الأسد، حين تعطلت شاشة الملاحة بطائرة فالكون 900 الرئاسية، فتدخل بنفسه لإنقاذ الرحلة في اللحظة الأخيرة.

حافظ الأسد والرحلات السرية: تأهب دائم ورقابة استخباراتية

يصف الطويل الأسد بأنه "طيار غير متمكن"، حيث فشل في اجتياز اختبارات الطيران، وكان يفضّل الإقامة في اللاذقية، مما أجبر فريق النقل الجوي على الاستعداد الدائم للسفر. الرحلات الرئاسية كانت محاطة بسرية مطلقة، ولا يُعلن عنها إلا قبل ساعة واحدة من الإقلاع، مع فرض رقابة شديدة من المخابرات الجوية على الطاقم الفني، وحتى اختيار الطيارين كان يخضع لموافقة أمنية صارمة.

شكوك بالتجسس والولاء المشروط

تعرض الطويل خلال خدمته لاتهامات متكررة، منها التجسس لصالح روسيا أو الزواج من روسية بسبب زياراته المتكررة لموسكو، ما يعكس حالة الريبة التي كانت تسيطر على المؤسسة العسكرية. ويؤكد أن الولاء السياسي للنظام كان معيار التقييم الأول، فيما كانت الكفاءة الفنية ثانوية.

ما بعد الخدمة: رحلات هروب وأسرار من مطار دمشق

بعد تقاعده عام 2009، تابع الطويل عن كثب ما جرى بعد عام 2011. ويؤكد أن مطار دمشق الدولي كان نقطة انطلاق لعمليات سرية، منها طائرة روسية أقلعت من قاعدة حميميم تحمل مسؤولين كبارًا إلى موسكو، في مؤشر على التنسيق العميق بين النظام السوري وروسيا.

الشاهد من الداخل

بسام الطويل لم يكن مجرد ضابط تقني، بل كان شاهدًا على مرحلة مفصلية من تاريخ الجيش السوري، شارك في مهام شكلت العمود الفقري لتحركات النظام. شهادته تفتح نافذة نادرة على ما جرى خلف الكواليس، بين الطائرات وأجهزة المخابرات، وبين الصمت والخوف والولاء المفروض.

بسام الطويل الجيش السوري، لواء النقل الجوي سوريا، رحلات حافظ الأسد السرية، سلاح الطيران السوري، المخابرات الجوية سوريا، اتهامات التجسس في الجيش السوري، حافظ الأسد والرحلات الجوية، قاعدة حميميم والوجود الروسي في سوريا، رحلات سرية النظام السوري، طائرة فالكون حافظ الأسد.

بسام الطويل الجيش السوري-لواء النقل الجوي سوريا-رحلات حافظ الأسد السرية-سلاح الطيران السوري-المخابرات الجوية سوريا-حافظ الأسد-قاعدة حميميم والوجود الروسي في سوريا