نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحرارة تُسرّع الشيخوخة.. خطر صامت يهدد أجسادنا في زمن تغيّر المناخ, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 03:43 صباحاً
بينما ينشغل العالم بتداعيات تغيّر المناخ على الكوكب، يكشف بحث علمي جديد عن جانب أكثر خصوصية ومخيفًا لهذا التغير: تأثيره المباشر في أجسادنا وتسريعه لوتيرة الشيخوخة البيولوجية.
فبحسب الدراسة التي أجراها فريق من جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن موجات الحر المتزايدة لا تكتفي بإرهاقنا أو التأثير في إنتاجيتنا اليومية، بل تتسبب أيضًا في تغييرات دقيقة على المستوى الجيني تسرّع شيخوختنا بمعدل قد يصل إلى أكثر من عامين، خاصة لدى كبار السن والرجال وذوي الدخل المنخفض.
كيف تهاجم الحرارة أجسادنا؟
الشيخوخة ليست مجرد عملية مرتبطة بالزمن، بل هي أيضًا انعكاس لتأثير البيئة والضغوط الحياتية على خلايا الجسم. ومن بين أبرز هذه العوامل، تأتي الحرارة المتزايدة، التي تؤدي إلى حالة من "الإجهاد الحراري التراكمي"، تؤثر بدورها في التعبير فوق الجيني للخلايا، أي كيفية تفعيل الجينات أو تعطيلها استجابة للضغوط البيئية.
هذا التغير لا يمس فقط قدرتنا على التأقلم مع الحرارة، بل يمتد ليؤثر في الصحة العامة، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف الذاكرة، وانخفاض المناعة.
نتائج صادمة.. الحرارة تقصّر عمرنا البيولوجي
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 3700 شخص متوسط أعمارهم 68 عامًا، شملت عينات دمهم لقياس ثلاث ساعات بيولوجية دقيقة تحدد العمر البيولوجي الفعلي للجسم بعيدًا عن عمر التقويم.
وكشفت النتائج أن التعرض طويل الأمد لموجات الحر الشديدة أدى إلى زيادة العمر البيولوجي بمعدل 2.48 سنة لدى بعض المشاركين مقارنةً بالمعدل الطبيعي، ما يعني أن أجسامهم شاخت بسرعة أكبر، وهو ما يفتح الباب للعديد من التبعات الصحية والنفسية الخطيرة.
من الفئات الأكثر عرضة للخطر؟
أشارت الدراسة إلى أن الرجال وكبار السن وذوي الدخل المحدود كانوا الأكثر تأثرًا بتسارع الشيخوخة الناتجة عن الحرارة، ويرجع ذلك إلى ضعف القدرة على الوصول إلى وسائل التبريد المناسبة، وقلة الإمكانيات لمواجهة موجات الحر، إضافة إلى تراجع قدرة الجسم الطبيعية على تنظيم درجة حرارته مع التقدم في السن.
كما تبيّن أن تأثير الحرارة كان أقل وضوحًا لدى سكان المناطق الحارة تاريخيًا، ما يشير إلى أن التكيف طويل الأمد مع المناخ، إلى جانب توفر تقنيات التبريد، قد يخفف من حدة التأثيرات الصحية.
الحل يبدأ من التخطيط والإدراك
يرى الباحثون أن مواجهة هذا الخطر الصامت يتطلب استراتيجيات شاملة تبدأ من توعية الأفراد بأهمية الوقاية من الحرارة، مرورًا بتوسيع نطاق الوصول إلى أجهزة التبريد، وتطوير أنظمة إنذار مبكر، وصولًا إلى تخطيط عمراني يأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية المتسارعة.
كما يشددون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات للكشف عن مدى إمكانية عكس التغيرات البيولوجية الناتجة عن الحرارة، وابتكار تقنيات جديدة تساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجية وحماية صحة الإنسان في عصر ترتفع فيه درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.
حرارة المناخ ليست مجرد إزعاج صيفي، بل خطر جيني طويل الأمد على صحة الإنسان، ومع ارتفاع معدلات الحرارة عالميًا، تصبح الوقاية والتخطيط ضرورة لا رفاهية.
الشيخوخة البيولوجية، تغير المناخ، الحرارة الشديدة، الإجهاد الحراري، الساعات البيولوجية، الصحة العامة، الشيخوخة المبكرة، التعبير فوق الجيني، مثيلة الحمض النووي، جامعة جنوب كاليفورنيا، تأثير الحرارة على الجينات، كبار السن، مخاطر الحرارة، الوقاية من موجات الحر، التخطيط العمراني، الصحة والبيئة.
0 تعليق