ذكرى زلزال الحوز.. الحصيلة والمطلوب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب الذكرى الأولى لما يعرف بزلزال الحوز، أتطلع بشغف لمتابعة أعمال زملائي وأصدقائي من الصحفيين المهتمين بالموضوع، ومشاهدة إنتاجاتهم الإعلامية: ربورتاجات، تحقيقات، حوارات بورتريهات.

أتطلع لمواد إعلامية ترصد ما تم إنجازه وما يتعين الإسراع في تنفيذه بالمناطق التي تعرضت للزلزال في المغرب العام الماضي، تحديدًا في الثامن من سبتمبر، في جهات الحوز، سوس، ودرعة تافيلالت.

لقد خلف الحادث، المعروف بزلزال الحوز، خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكنه أظهر أيضًا تضامنًا واسعًا من داخل المغرب وخارجه، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي. هذا التضامن تناقلته العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية عبر ربورتاجات ومراسلات مباشرة، رسمت بتفصيل صورة الهبة الشعبية والملكية لدعم السكان المتضررين من الزلزال.

لقد كانت أجندة أولويات وسائل الإعلام المحلية والدولية تركز بشدة على زلزال الحوز لفترة معينة، لكن سرعان ما خفَّ الاهتمام لدى البعض لأسباب عديدة، أهمها الأحداث المتلاحقة إقليميًا (مثل فيضانات درنة في ليبيا) ودوليًا (كأحداث غزة في 7 أكتوبر).

الآن، ونحن على مشارف انقضاء سنة على حدوث هذا الزلزال المأساوي، يتوجب علينا الرصد والتقييم على المستويين الشعبي والحكومي، وفتح نقاش عام وبناء في وسائل الإعلام العمومية وغيرها حول ما تم تحقيقه من إيجابيات، وكذلك رصد الأخطاء في المناطق المتضررة، بهدف التقويم والإسراع في تنفيذ شروط الحياة الاجتماعية الكريمة لصالح السكان المتضررين من الزلزال.

الحاجة الآن ملحة لإنتاج أعمال صحفية مهنية تعزز دولة الحق والقانون، وتدعم الشفافية والمحاسبة، بهدف النهوض بالمناطق المنكوبة جراء زلزال الحوز، وتجديد التعبئة التضامنية على المستويين الأفقي (عبر الجمعيات المنظمة داخل وخارج المغرب) والعمودي (بالتعاون مع الحكومة والمؤسسات الخاصة) لإعادة بناء الإنسان والعمران، سعيا لتحقيق مغرب أفضل.

إن الإعلام المهني هو ضمير الأمة وسلطة معنوية مساعدة، وليس “عدوة”، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية وما بعدها، بهدف تحقيق تنمية تشاركية وتضامنية فعالة تعود بالنفع على العباد والبلاد.

هذا الأمر يدفعنا للتساؤل حول مدى اهتمام المؤسسات الإعلامية، المغربية خاصة، بمرحلة ما بعد زلزال الحوز، من حيث الشكل والمضمون. هل تم (أو سيتم) إنتاج مواد إعلامية بشكل دوري (على الأقل فصليًا) على مدار العام لرصد أحوال الناس مع تغير الفصول؟ وهل هناك متابعة لوتيرة تنفيذ المشاريع وتنزيل البرامج الحكومية؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق