الذهب، شهدت أسعار الذهب رحلة ارتفاعات ملحوظة منذ بداية عام 2024 وحتى منتصف الربع الثالث من العام الجاري.

وقد ارتفع الذهب بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، حيث بدأ العام عند مستويات أدنى بكثير مقارنة بالقفزة التي شهدها في الأشهر اللاحقة، حيث وصل تلك الإرتفاعات في اسعار الذهب العالمية لتسجل نحو 515 دولار منذ بداية العام وحتي الآن

الربع الأول 2024: بداية الارتفاع

أسعار الذهب،بدأ الذهب عام 2024 عند مستويات قريبة من 2063 دولار للأوقية، كان هذا السعر مستمراً من نهاية عام 2023، حيث أثرت مخاوف الأسواق من تباطؤ اقتصادي عالمي وزيادة أسعار الفائدة على استقرار الذهب. 

لكن مع مرور الوقت في يناير وفبراير، شهدت الأسعار ارتفاعاً تدريجياً ليصل الذهب إلى حوالي 2095 دولاراً بحلول نهاية الربع الأول.

أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع،كان البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أشارت إلى تراجع وتيرة التضخم بشكل طفيف، ما دفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.

بالإضافة إلى ذلك، التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، زادت من الطلب على الذهب كأصل آمن خلال هذه الفترة.

الربع الثاني 2024: تسارع الارتفاع

في الربع الثاني من عام 2024، استمر الذهب في الصعود ليكسر حاجز 2341 دولار للأوقية.

 وهذا الارتفاع كان مدفوعاً بعدة عوامل منها ضعف الدولار الأمريكي، الذي جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، كما أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة برفع الفائدة قد أثرت على السوق، حيث تم رفع الفائدة أكثر من مرة لكبح التضخم، مما أدى إلى توجه المزيد من المستثمرين إلى الذهب كتحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي.

كما تأثرت أسعار الذهب في هذا الربع بتزايد الطلب من البنوك المركزية في بعض الدول الآسيوية، التي زادت من احتياطياتها من الذهب لتعزيز استقرار عملاتها المحلية. 

هذه التحركات أدت إلى تعزيز الطلب العالمي على الذهب، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل أسرع مما كان متوقعاً.

الربع الثالث 2024: الذروة والتوقعات المستقبلية

بحلول الربع الثالث من عام 2024، شهد الذهب ذروة جديدة، حيث اقترب من مستويات 2,465 دولار للأوقية، هذا الارتفاع الكبير كان مدفوعاً بزيادة التوترات في الأسواق العالمية، بما في ذلك توقعات بتباطؤ الاقتصاد الصيني وتزايد الأزمات الجيوسياسية في عدة مناطق. 

كما أن ارتفاع أسعار النفط خلال هذه الفترة أدى إلى زيادة توقعات التضخم، مما عزز من جاذبية الذهب كتحوط ضد التضخم.

من جانب آخر، شهد الدولار الأمريكي تراجعاً إضافياً في قيمته مع استمرار سياسات التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما جعل الذهب يحافظ على زخمه التصاعدي.

التوقعات للفترة القادمة

مع نهاية الربع الثالث، يترقب المستثمرون بقلق ما ستشهده الأسواق في الربع الأخير من العام. من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الصعود في حال استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية. 

وفي المقابل، قد تتراجع أسعار الذهب قليلاً إذا شهد الاقتصاد الأمريكي استقراراً أو إذا تمكن الاحتياطي الفيدرالي من السيطرة على التضخم دون التسبب في ركود اقتصادي.