هل يخشى ترامب مناظرة هاريس؟ أسباب الرفض وموقف الحملة الديمقراطية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رفض الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، السبت، المشاركة في مناظرة ثانية مع نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس. وقد برر ترامب رفضه خلال تجمع انتخابي في ولاية كارولاينا الشمالية بأن الوقت قد فات لإجراء مناظرة أخرى قائلاً: "لقد بدأ التصويت"، في إشارة إلى التصويت المبكر الذي انطلق في ثلاث ولايات أميركية منذ يوم الجمعة. هذا الموقف يأتي في ظل استراتيجية ترامب الواضحة التي تركز على إثارة قاعدته الانتخابية ودفعها نحو المشاركة القوية في التصويت، بدلاً من التركيز على المواجهات المباشرة مع منافسيه.

إصرار هاريس على المناظرة الثانية: "الشعب بحاجة لسماعنا مجددًا"

في المقابل، تصر كامالا هاريس على إجراء مناظرة ثانية، معتبرة أن النقاش العام جزء لا يتجزأ من الحملة الانتخابية، وأنه يتيح للناخبين فرصة أكبر لفهم توجهات المرشحين وتقييم مواقفهم. وقالت هاريس في لقاء جماهيري في أتلانتا بولاية جورجيا: "أسعى لأن تكون هناك مناظرة أخرى. الشعب الأميركي يستحق فرصة ثانية لسماع رؤانا". وأكدت حملتها الانتخابية، عبر بيان رسمي، أن هاريس قبلت دعوة من شبكة "سي.إن.إن" للمشاركة في مناظرة يوم 23 أكتوبر، منتقدةً ترامب لرفضه المشاركة في مناظرة مشابهة بالشروط التي سبق وأشاد بها خلال مناظرته الأولى في يونيو.

أسباب رفض ترامب المناظرة الثانية: استراتيجية حذرة أم تكتيك محسوب؟

لم يكن رفض ترامب المشاركة في مناظرة جديدة مجرد قرار عابر، بل يعكس حسابات دقيقة تتعلق بحملته الانتخابية. يرى مراقبون أن ترامب يسعى للحفاظ على زخمه الانتخابي المتصاعد وسط قاعدته الشعبية، دون الحاجة لتعريض نفسه لمواجهة قد تضعف من موقفه، خاصةً بعد بدء التصويت المبكر في عدة ولايات. ويعتبر أنصاره أن مناظرات أخرى قد لا تكون ضرورية في هذه المرحلة، بل ربما تشكل مخاطرة غير مبررة، إذ قد تمنح هاريس فرصة أخرى لانتقاد سجله السياسي وشخصيته المثيرة للجدل.
 

من جهة أخرى، أبدى ترامب في عدة مناسبات اعتراضه على قواعد بعض المناظرات السابقة، متهماً وسائل الإعلام بالانحياز. هذا الموقف قد يفسر رفضه المشاركة في مناظرة ثانية، خاصةً مع قرب موعد الانتخابات. وسبق أن نشر ترامب عبر منصته "تروث سوشال" بعد المناظرة الأولى في سبتمبر: "لن تكون هناك مناظرة ثالثة"، في إشارة واضحة لنيته عدم العودة إلى الطاولة لمواجهة هاريس.

حملة هاريس: المناظرة فرصة لتوضيح الفروق

في الوقت الذي يرفض فيه ترامب المناظرة، تنظر كامالا هاريس إلى هذه الفرصة كإحدى أهم الأدوات لتعزيز فرصها الانتخابية. تشدد حملتها الانتخابية على ضرورة عقد مناظرة ثانية، معتبرة أن المواجهة المباشرة مع ترامب ستمنح الناخبين صورة أوضح حول سياسات الطرفين واختلافاتهما. وذكرت رئيسة الحملة، جين أومالي ديلون، أن "الشعب الأميركي يحتاج لسماع مواقف المرشحين قبل اتخاذ قراره النهائي"، وأضافت: "ترامب حضر مناظرة سابقة بنفس الشروط، فلماذا يتردد الآن؟".

تأثير المناظرات على الناخب الأميركي: هل تغير النتائج؟

لطالما كانت المناظرات الرئاسية جزءاً محورياً من الحملات الانتخابية الأميركية، حيث تقدم فرصة للمرشحين لتقديم رؤاهم أمام الملايين من الناخبين. في الانتخابات الحالية، تكتسب المناظرات أهمية خاصة في ظل الاستقطاب الحاد في الشارع الأميركي، حيث يتطلع العديد من الناخبين المستقلين والمعتدلين إلى مثل هذه المواجهات لتحديد موقفهم.

لكن مع بدء التصويت المبكر، يتساءل البعض عن مدى تأثير مناظرة جديدة على النتائج الفعلية. هل من الممكن أن تُحدث هذه المواجهات فرقاً كبيراً في الآراء أو أن الاستقطاب الحالي يجعل تأثيرها محدوداً؟ يرى المحللون أن مناظرة أخرى قد تكون فرصة لهاريس لتعزيز صورتها كمرشحة قادرة على مواجهة ترامب، بينما يفضل الأخير التمسك بمسار حملته الحالي دون تعريضه للتحديات التي قد تواجهه في مناظرة ثانية.

خلفية المناظرات السابقة: ماذا حققت من قبل؟

سبق أن جرت مناظرة واحدة بين ترامب وهاريس في 10 سبتمبر، حيث كانت المناظرة مشحونة بالانتقادات والمناقشات الحادة بين الطرفين. ورغم أن ترامب اعتبر نفسه الفائز في تلك المناظرة، إلا أن هاريس حققت نقاطًا لصالحها من خلال تركيزها على سياسات الإدارة السابقة وأثرها على الأميركيين. بعدها، أبدى ترامب رفضه لأي مناظرات جديدة مع هاريس، مشيراً إلى أنه لن يشارك في مناظرة ثالثة، بعد مواجهته الرئيس الحالي جو بايدن في يونيو الماضي.

 المناظرات بين الحسم السياسي والاستراتيجية الانتخابية

بينما يرفض ترامب فكرة مناظرة جديدة مع هاريس، تصر الأخيرة على أن الشعب الأميركي يستحق فرصة أخرى لتقييم مواقف الطرفين. ومع بدء التصويت المبكر في عدة ولايات، يبدو أن الحسابات الاستراتيجية لكل من المرشحين تلعب دورًا أساسيًا في تحديد موقفهما. تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت هذه المناظرات ستؤثر فعليًا على الناخبين أو أن الصراع الانتخابي قد دخل مرحلة جديدة يتحدد فيها المسار النهائي بعيدًا عن المواجهات الإعلامية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق