أطباء مغاربة يرحبون بالتطوع لتقديم الخدمات الصحية في مستشفيات قطاع غزة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

“الطبيب خلّا وصية..لا تنازل على القضية”، “أطباء مسعفون..كلنا غزاويون”، “ليل الظلم ما مضى..سيزول لا محال”؛ عينة من الشعارات القويّة التي صدحت بها حناجر العشرات من الأطباء المغاربة في وقفة احتجاجية، صباح اليوم الأحد أمام مقر البرلمان المغربي، على المجازر التي تستمرّ الآلة الحربية الإسرائيلية في ارتكابها في حقّ المدنييّن بقطاع غزة، وتضامنا منهم مع الأطر الصحية الفلسطينية التي لا تزال تتحدى “بطش” هذه الآلة رغم ارتقاء العشرات من الشهداء في صفوفها منذ بدء الحرب المشرفة على سنتها الأولى.

الأطباء ومهنيو الصحة الذين لبوّا نداء التنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، مرتدين وزراتهم البيضاء ومتشحيّن بالكوفية الفلسطينية، نددوا “برفض” الجيش الإسرائيلي إخراج “المستشفيات والطواقم الطبية” من بنك أهدافه، مجددين مناشدتهم السلطات المغربية فتح الباب وتذليل العقبات التي تقفّ أمام تحقيق الفرصة التي ينتظرونها “على أحر من الجمر”: التطوّع بمستشفيات قطاع غزة لتقديم الإسعافات والخدمات الطبية للمصابين، وتخفيف حمل ثقيل عن زملائهم.

تضامن ومناشدة

محمد أتيتيش، عضو التنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، قال إن “الوقفة التي ننظمها اليوم هي للتعبير عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني بصفة عامة، ومع الأطر العاملة بمختلف المؤسسات الصحية في قطاع غزة والضفة الغربية وسائر فلسطين، الذين مازالوا يتعرّضون لأبشع أنواع الاستهداف من الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها التصفية عمدا والاعتقال الذي يتنافى مع المواثيق الدولية ولا يراعي أدنى متطلبات حفظ الكرامة الإنسانية”، مذكّرا بأن “إسرائيل عمدت أيضا خلال إحدى عشر شهرا من حربها في غزة إلى تدمير عدد من المستشفيات وإخراج المنظومة الطبية عن الخدمة”.

متحدّثا لهسبريس على هامش هذه الوقفة، أبرز أتيتيش، وهو أخصائي طب وجراحة العيون، أن “الأطباء المحتجين أمام البرلمان جاؤوا من مختلف أنحاء المغرب ليبلغوا رسالة فحواها التعبير عن التضامن المطلق مع زملائهم في الأراضي الفلسطينية، واستعدادهم جميعا، كل في تخصصه، لشدّ الرحال إلى قطاع غزة من أجل تقديم الإسعافات والخدمات الطبية بمستشفيات هذه البقعة الفلسطينية”، مناشدا “مؤسسات الدولة، لا سيّما البرلمان والحكومة، مساعدة الأطباء الراغبين بالتطوع في غزة بتسهيل الإجراءات عليهم، وإنشاء مستشفى ميداني مغربي لتمكين الغزيين من تلقي الإسعافات الأولية والعمليّات الجراحية اللازمة”.

“رغبة جامحة”

من جهته، ذكّر أحمد بلحوس، المنسق الوطني للتنسيقية المغربية “أطباء من أجل فلسطين”، بأن هذه الوقفة التضامنية هي “المحطة التاسعة والثلاثون التي تنظّمها التنسيقية نصرة للأطباء وعموم الفلسطينيين”، مؤكدا أنها “مناسبة لتجديد التضامن مع أهالي قطاع غزة، خصوصا مهنيي الصحة من أطباء وممرضين وصيادلة. ومادام هؤلاء عرضة لعمليات التقتيل والتهجير من قبل الجيش الإسرائيلي، فلن تكون الأخيرة وسوف نستمرّ كأطباء مغاربة في خوض كافة الأشكال التضامنية”.

متحدثا بلغة الأرقام، كشف بلحوس لهسبريس أن “التنسيقية تضمّ في صفوفها 120 متطوّعا من الأطباء والممرضين والصيادلة على أهبة الاستعداد للتوجه إلى غزة بغية إسناد الأطر الصحية بالمؤسسات الصحية بالقطاع”، مؤكدا أن “هؤلاء، وبعد تطوّع زميلهم يوسف أبو عبد الله الذي مكث شهرين بشمال غزة (مستشفى شهداء الأقصى تحديدا)، ينتظرون بدورهم على أحر من الجمر أي فرصة لدخول هذه الأرض المباركة والالتحاق بمستشفياتها”.

“أقل ما يمكن فعله”

ممن لبوا أيضا نداء “أطباء من أجل فلسطين”، آمال بالرايس، صيدلانية بأكادير، التي قالت: “إن لم يحركنا انتماؤنا إلى قطاع الصحة ومعاناة زملائنا بغزة الذين أصبحوا في بؤرة الاستهداف اليومي المتكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأجل تلبية هذا النداء، فعلى الأقلّ يجب أن ننضبط إلى الوازع الديني الذي يقضي بأن ساعة نصرة لسبيل الله خير من قيّام بالليل وأننا سنحاسب على المواقف التي نتخذها في هذا السياق”، مردفة أنه “قبل هذا وذاك، فإن الإنسانية يجب أن تدفعنا للتضامن مع زملائنا وعموم الغزيين أمام ما يتعرّضون له في الحرب المستمرّة داخل القطاع”.

وأضافت بالرايس، في تصريح لجريدة هسبريس على هامش الوقفة، أن “أقل ما يمكن القيّام به رفضا لهمجية إسرائيل ضد الفلسطينيين في هذه الحرب التي تطل على سنتها الأولى، مقاطعة المنتجات والبضائع الصهيونية وحضور مثل هذه الوقفات الاحتجاجية. على أنه لا يجب احتقار أو استصغار أي سلوك أو عمل آخر يصبّ في منحى مناصرة القضيّة الفلسطينية”.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق