في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل ولبنان، اضطرت آلاف العائلات من سكان جنوب لبنان إلى النزوح شمالًا هربًا من القصف الإسرائيلي المكثف الذي ضرب المناطق الجنوبية للبلاد. شوارع وطرق لبنان السريعة اكتظت يوم الإثنين بالعائلات الفارّة من القرى الحدودية، مع تصاعد الدخان في الخلفية وازدحام السيارات والشاحنات الصغيرة المحملة بالأمتعة والركاب.

مشاهد النزوح: الهروب من الموت تحت القصف

كان المشهد مؤلمًا، حيث شوهدت عائلات بأكملها تغادر منازلها على عجل، وأخذت معها ما تيسر من المتعلقات الأساسية. ومن بينهم عبد العفو، الذي تعرّضت قريته ياطر لقصف كثيف فجر الإثنين، وقال: "لما بدأت الغارات على البيوت، لم نأخذ سوى الأوراق المهمة وخرجنا. كان القصف في كل مكان حولنا، كان شيئًا مرعبًا".

عبد العفو الذي قرر البقاء في قريته رغم القتال الدائر منذ العام الماضي، أُجبر على المغادرة مع اشتداد القصف واستهداف المنازل مباشرة. وهو الآن يحاول الوصول مع أسرته إلى بيروت، دون معرفة واضحة بمكان الإقامة، مؤكدًا أن الأولوية هي الهروب من الخطر المحدق في الجنوب.

تصاعد القصف الإسرائيلي: نحو تصعيد واسع

بدأت الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني منذ بدء الحرب في غزة العام الماضي، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس، الحليفة لحزب الله. إلا أن الأسبوع الماضي شهد تصعيدًا سريعًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على جنوب لبنان، مستهدفة المناطق السكنية والبنية التحتية في عدة قرى حدودية.

توسعت الهجمات لتشمل مناطق أخرى من لبنان، مثل البقاع وجبيل، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى والنزوح الجماعي. ومع ارتفاع وتيرة الغارات الجوية، يتوقع المحللون أن تشهد المنطقة تصعيدًا إضافيًا في الأيام المقبلة، مما قد يؤدي إلى موجات نزوح أكبر.

تحذيرات إسرائيلية وتفاقم الأزمة الإنسانية

لم يقتصر الضغط على القصف العشوائي فقط، فقد تلقى العديد من السكان في جنوب لبنان مكالمات هاتفية مسجلة من الجيش الإسرائيلي، تحثهم على مغادرة منازلهم فورًا حفاظًا على سلامتهم. هذا التصعيد تسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث ترك العديد من الأسر منازلها دون معرفة إلى أين يذهبون، بينما تواصل إسرائيل توسيع نطاق هجماتها.
 

مخاوف دولية من تفاقم النزاع

منظمات دولية أعربت عن قلقها من هذا التصعيد الخطير، ودعت المجتمع الدولي للتحرك سريعًا لمنع تدهور الأوضاع. إذ أن استمرار القصف واستهداف المدنيين والبنية التحتية ينذر بكارثة إنسانية قد تمتد آثارها إلى دول الجوار. وتتواصل المناشدات بضرورة التحرك الفوري لوقف هذا التصعيد والتوصل إلى هدنة إنسانية لحماية المدنيين.