السودان يحترق.. الجيش يهاجم قوات الدعم السريع والكوليرا تقتل المئات

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شن الجيش السوداني هجومًا عنيفًا اليوم ضد قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، في تصعيد جديد للحرب الأهلية المستمرة منذ أبريل 2023. الهجوم، الذي استهدف مناطق استراتيجية كانت قد سقطت في أيدي قوات الدعم السريع في بداية النزاع، يعكس رغبة الجيش في استعادة سيطرته على العاصمة وأم درمان والمناطق المحيطة بنهر النيل. في هذا السياق، شهدت الخرطوم وأم درمان قصفًا جويًا مكثفًا، بينما عبرت القوات الحكومية الجسور الرئيسية في محاولة لاستعادة الأراضي المفقودة.

هجوم الجيش السوداني: معركة جديدة للسيطرة على الخرطوم

في تطور مهم للصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أطلقت القوات الحكومية هجومًا واسعًا على عدة مواقع تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم وشمالها. واستهدفت الهجمات الجوية القواعد العسكرية لقوات الدعم السريع في محاولة لاستعادة المواقع الاستراتيجية التي تم فقدانها في الأسابيع الأولى من الصراع.

القصف الجوي المكثف الذي نفذته القوات السودانية أدى إلى تدمير بعض التحصينات الرئيسية لقوات الدعم السريع، بينما حاول الجيش استعادة السيطرة على جسرين رئيسيين فوق نهر النيل للوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها خصومهم. وتأتي هذه التحركات بعد شهور من القتال العنيف الذي حول العاصمة الخرطوم إلى ساحة معركة مفتوحة، في ظل تصاعد النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع على السلطة.

كارثة إنسانية: 150 ألف قتيل وملايين النازحين

الأزمة الإنسانية في السودان تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث أسفر النزاع المستمر عن مقتل ما يصل إلى 150 ألف شخص، بينهم آلاف المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى التواجد في مناطق الصراع. إلى جانب الخسائر البشرية، أجبرت المعارك أكثر من 10 ملايين سوداني على النزوح من منازلهم، ما يعادل نحو خمس سكان البلاد.
 

465.jpg
الأزمة الإنسانية في السودان

وتُعد هذه الأزمة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، التي حذرت من أن العنف المستمر يجعل حياة الملايين من المدنيين في خطر. وتشير الإحصاءات إلى أن نصف النازحين هم من الأطفال، بينما فرّ نحو مليوني شخص إلى دول مجاورة بحثًا عن الأمان، ما يضع ضغوطًا كبيرة على الموارد في تلك الدول.
 

تفشي الكوليرا: خطر إضافي يهدد حياة السودانيين

مع تصاعد العنف، ظهرت مشكلة جديدة تهدد حياة السودانيين وهي تفشي وباء الكوليرا. فقد أعلنت وزارة الصحة السودانية عن وفاة أكثر من 470 شخصًا بسبب الكوليرا خلال الشهر الماضي فقط. ويعاني النظام الصحي من الانهيار الكامل، ما يجعل من الصعب تقديم الرعاية الطبية اللازمة لضحايا الوباء والمصابين في النزاع.

وتعد المناطق المتأثرة بالصراع، خاصة في دارفور، الأكثر عرضة لتفشي الأمراض بسبب نقص المياه النظيفة والخدمات الصحية. ومع تفاقم الأوضاع، حذرت المنظمات الصحية من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لتقديم المساعدات الطبية والغذائية.

معدلات وفيات صادمة بين النساء والأطفال في دارفور

في جنوب دارفور، أصبحت الأوضاع أكثر تدهورًا، حيث أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى معدلات وفيات مرتفعة بشكل مقلق بين النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. وذكرت المنظمة أن أكثر من 46 امرأة فقدن حياتهن في مستشفيين تدعمهما خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2023، بينما توفي 48 طفلًا حديث الولادة نتيجة الإنتان.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني ما يقرب من ثلث الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين في جنوب دارفور من سوء تغذية حاد، مما يجعلهم عرضة لخطر المجاعة. وأكدت المنظمة أن الوضع الإنساني يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لتفادي كارثة إنسانية أكبر.

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للعنف

في ظل التصعيد المستمر، جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف فوري للعنف في السودان. وحذرت المنظمة الدولية من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح، خاصة في دارفور والمناطق المتأثرة بالنزاع. وأكدت الأمم المتحدة أن جهود الإغاثة تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، وانعدام الأمن، وتقييد الوصول إلى المناطق المتضررة.

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتقديم الدعم الإنساني اللازم للسودانيين المتضررين من النزاع، مشددة على ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع قبل أن تتفاقم الأزمة.

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق