محمد بن أحمد الأزرق.. علَم فقهي وتعليمي تشبث بـ"الشرعية" ضد الاستعمار

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
محمد بن أحمد الأزرق.. علَم فقهي وتعليمي تشبث بـ
صورة: مواقع التواصل
هسبريس - وائل بورشاشنالأحد 29 شتنبر 2024 - 01:00

قرن من العيش، رحل بعده الفقيه المغربي محمد بن أحمد الأزرق، عقب مسار مديد من التدريس ناهز سبعة عقود، كان فيه من مؤسسي رابطة علماء المغرب، ومن المشاركين في محطات نقاشات مجتمعية ذات صدى واسع، ومن المدافعين عن “الشرعية” ضد مكائد الاستعمار الأجنبي.

ومن بين أوفى الترجمات المخصصة للفقيد ما سبق أن نشر في كتاب “الإتحافات السنِية بتراجم من درس بدار الحديث الحسنية”، الذي أعده كل من عزيز الخطيب وعبد الله بن رقية وبوشتى الزفزوفي، وصدر بمناسبة إحياء المؤسسة الذكرى الخمسين لتأسيسها، مُترجما لمن درسوا بها من المغاربة وغير المغاربة.

ودرَس الفقيه محمد الأزرق بجامعة القرويين ذات الصدى العلمي الواسع في ذلك الإبان، وحصل على شهادة “العالِمية الشرعية” سنة 1948، واشتغل بالتدريس وهو لا يزال طالبا، ثم درس بجامعة القرويين، وكان من مؤسسي معهد تدريس الفتيات التابع للجامع، ودرس به، ومن بين مواقفه البارزة الاعتصام بالضريح الإدريسي سنة 1954 رفضا لنفي الفرنسيين السلطان محمد الخامس، وتشبثا بـ”بيعة الملك الشرعي محمد بن يوسف”.

ومن بين المناصب التي شغلها الفقيد منصب أستاذ باحث بمركز إحياء التراث التابع للمركز الجامعي للبحث العلمي، قبل أن يُعيّن سنة 1973 أستاذا بكلية الشريعة بفاس، ثم أستاذا لكرسي الحديث بكل من جامع القرويين بفاس، ومسجد السنة بالرباط بعده، ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، وكان أستاذا بدار الحديث الحسنية بين سنوات 1992 و2007، وأسندت إليه دروس “منهجية البحث عن علماء المسلمين وأحاديث الأحكام”. كما اختاره الملك الحسن الثاني لإلقاء محاضرات في أصول الفقه والخلاف العالي لولي العهد آنذاك الذي صار بعد ذلك الملك محمدا السادس.

وكان الراحل من مؤسسي رابطة علماء المغرب، ومن أعضاء “المجلس العلمي” بفاس، وكان مشاركا في البرنامج التلفزيوني “ركن المفتي” بالتلفزة المغربية، وقدم دروسا حسنية أمام الملك الحسن الثاني، كما شغل منصب مستشار شرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعُيّن عضوا في لجنة مراجعة مدونة الأحوال الشخصية سنة 1993، وعُيّن في سنة 2001 عضوا في اللجنة الملكية الاستشارية الخاصة بمدونة الأحوال الشخصية.

ومن أعمال الفقيه محمد بن أحمد الأزرق تحقيق عشرة أجزاء من “تفسير المحرر الوجيز لابن عطية”، و”الدور الديني والعلمي لمساجد فاس وتاريخها”، وتحقيق “الغنية” للقاضي عياض، وتحقيق “سيرة ابن إسحاق”، و”شرح صحيح الإمام البخاري من حديث الافتتاح إلى كتاب الحج”، وتحقيق جزأين من أصل ثلاثة من “النوازل الفقهية لأبي الحسن علي بن عيسى العلمي”. كما شارك الفقيد في “الموسوعة الفقهية”، التي أشرف عليها المجمع الفقهي بجدة التابع لـ”منظمة المؤتمر الإسلامي”.

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق