فتحت شركات التبغ الأجنبية بابًا جديدًا  في عالم التدخين بطرح التبغ المسخن في السوق المصرية، من خلال طرح أجهزة التسخين الإلكتروني المعروفة باسم "IQOS"، التي شهدت رواجاً كبيرا مؤخرا، بعدما قدمتها شركة فيليب موريس كبديل "أقل ضرراً" عن التدخين التقليدي، فى الوقت الذى يوجد فيه    العديد من الأدلة العلمية حول المخاطر الصحية لهذه الأجهزة.

وتعد أجهزة "IQOS" واحدة من منتجات التبغ المُسخن التي تقوم على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، فى حين تقول فيليب موريس، أن هذا المنتج يقلل من إنتاج المواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر العادية.

أبحاث ودراسات تثير المخاوف وتفزع المستهلكين من استخدام أيكوس

رغم الدعاية الواسعة لفوائد الأيكوس، لكن العديد من الدراسات العلمية، ذكرت أن هذا الجهاز ليس خالياً من المخاطر، تسخين التبغ بدلاً من حرقه يقلل من بعض المواد السامة التي تتشكل عند احتراق السجائر، لكنه لا يزيلها نهائيا .

ولا يزال المستخدمون يستنشقون النيكوتين، الذي يعتبر مادة مسببة للإدمان، بالإضافة إلى مواد كيميائية أخرى، يمكن أن تضر بالجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

وفي دراسة حول مخاطر  “IQOS” نشرها موقع الجزيرة، نقلا عن  مجلة JAMA،  قالت : إن أيكوس يمكن أن يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل التدخين التقليدي، وعلى الرغم من أن مستويات بعض المواد الضارة تكون أقل مقارنة بالسجائر، إلا أن التأثيرات الطويلة الأمد للاستخدام المستمر غير معروفة بشكل كامل حتى الآن.

فيما قالت دراسة صادرة عن جامعة هارفارد، إن  المواد الكيميائية التي تنتج عن أجهزة "IQOS" قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة، مشيرة  إلى أن بعض المواد الكيميائية الناتجة عن التسخين يمكن أن تكون سامة، بما في ذلك أول أكسيد الكربون والنيكوتين، مما يضع مستخدمي هذه الأجهزة في خطر كبير للإدمان والمضاعفات الصحية.

فيليب موريس: المروج والمستفيد

فيليب موريس، الشركة التي تنتج السجائر التقليدية مثل "مارلبورو"، تقف خلف الأيكوس وتروج له كبديل "أقل ضرراً"، وتستثمر الشركة مبالغ ضخمة في تسويق هذا المنتج، مستهدفة بشكل خاص المدخنين الحاليين الذين يبحثون عن بدائل أقل ضرراً، وكذلك الشباب الذين لم يبدؤوا التدخين بعد.

ورغم إعلان فيليب موريس،  عن التزامها بتقليل أضرار التدخين، إلا أن البعض يرون أن الشركة تستخدم الأيكوس كوسيلة للترويج لمنتجات التبغ بطريقة جديدة، ويعتقد البعض أن أيكوس قد يكون مدخلاً للشباب الذين لم يسبق لهم التدخين ليبدؤوا باستخدام التبغ، مما يزيد من فرص إدمانهم للنيكوتين.

دول أوروبا تفرض قيوداً علي بيع وتسويق “أيكوس”

وتختلف المواقف تجاه الأيكوس بين الدول، ففي الوقت الذى ترى فيه دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية  إقبالا واسعاً على هذا الجهاز كبديل أقل ضرراً للسجائر التقليدية، إلا أن دولاً أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، تبدي حذراً كبيراً من استخدام الأيكوس وطلبت إجراء المزيد من الأبحاث حول مخاطره المحتملة.

فيليب موريس تحصل على رخصة تصنيع أيكوس وتصاعد الجدل

في عام 2022، حصلت "فيليب موريس" على رخصة لتصنيع السجائر في مصر، بما في ذلك التبغ المسخن، الأمر الذي أثار مزيدًا من الجدل في سوق السجائر، وهو  أكده لـ " الجمهور " إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، مشيرا إلى أن أجهزة الأيكوس ليست ممنوعة في مصر ، مشيرا إلى  شركة فيليب موريس، تستورد الأيكوس للسوق المصرى، وكذلك شركة GTI  ولكن بكميات أقل من"فيليب موريس"  

 رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، أكد أن فيليب موريس، تمتلك رخصة لصناعة الأيكوس داخل مصر، لكن الشركة لم تبدأ عملية التصنيع بعد، مما يضطرها للاعتماد على الاستيراد من دول مثل الصين، وأمريكا، وفرنسا.

وفيما يتعلق بأسعار الأيكوس في السوق المحلي، أضاف إمبابي: "تُباع علبة الأيكوس بسعر يتراوح بين 55 إلى 56 جنيهًا، داعيا فى الوقت نفسه إلى أهمية التوعية بمخاطر استخدام الأيكوس لضمان سلامة المستهلكين، مشددًا على ضرورة مراقبة السوق لضمان جودة المنتجات المتاحة.

منظمة الصحة العالمية تحذر من “أيكوس”

تعتبر منظمة الصحة العالمية منتجات التبغ المسخن جزءًا من فئة منتجات التبغ التي تنطبق عليها نفس قواعد مكافحة التدخين، بما في ذلك الحظر الكامل للإعلانات المباشرة وغير المباشرة، والالتزام بوضع التحذيرات الصحية على العبوات، مؤكدة أن الادعاءات بأن هذه المنتجات أقل ضررًا ليست مدعومة بأدلة كافية، بل على العكس، تشير الأبحاث إلى أن العديد من المواد الكيميائية السامة في التبغ المسخن قد تكون أعلى من تلك الموجودة في السجائر التقليدية.

وفي ذات السياق، قال الدكتور محي الدين عبيد، نقيب الصيادلة، إن التبغ المسخن يشكل خطرًا أكبر على الشباب، نظرًا لتوفره في الأماكن العامة وانتشار إعلاناته بطريقة غير مباشرة في المولات التجارية ومحطات الوقود.

وأضاف عبيد في تصريحات لموقع “الجمهور” : “رغم أن أجهزة التبغ المُسخن مثل IQOS قد تُقلل من انبعاثات المواد السامة عند المقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أنها ليست خالية من المخاطر، فالمكونات التي تخرج من الجهاز عند تسخين التبغ قد تحتوي على مركبات تسبب الالتهابات الرئوية ومشاكل صحية أخرى.”

فيليب موريس تسعى للاستثمار بنسبة 50% في تطوير أيكوس 

تشير تقديرات شركة "فيليب موريس" إلى أن عدد المدخنين حول العالم سيصل إلى نحو مليار شخص بحلول عام 2025، هذا الرقم دفع الشركة إلى الاستثمار في تطوير منتجات بديلة مثل "أيكوس"، إذ أصبحت هذه المنتجات الآن تمثل نحو 30% من إيراداتها العالمية، وتسعى إلى زيادة هذه النسبة إلى 50% خلال السنوات القادمة.

ومع تزايد انتشار أيكوس فى السوق المصري، تظل التساؤلات مطروحة بقوة حول مدى التزام الشركات المستوردة بالقوانين وتأثير التبغ المسخن على الصحة العامة.

تابع موقع الجمهور من خلال (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا

تابع موقع الجمهور عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجمهور، موقع إخباري شامل يهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية ، لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، الأخبار، الاقتصاد، حوادث وقضايا، تقارير وحوارات، فن، أخبار الرياضة، شئون دولية، منوعات، علوم وتكنولوجيا، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.