رواق الحرس الملكي يعرض إرث وتقاليد الفروسية المغربية في معرض الجديدة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يحظى رواق الحرس الملكي داخل فضاءات معرض الفرس بمدينة الجديدة بكثير من الاهتمام من قبل الزوار الذين يواصلون التوافد عليه بغرض التعرف عن كثب على علاقة هذه الوحدة العسكرية، التي تعد من أقدم الوحدات على المستوى العالمي بالخيل ونشاط الفروسية.

ويوفر رواق هذه الوحدة العسكرية شروحات مفصلة عن تاريخها والمسارات التي سلكتها والتطورات التي عرفتها على اعتبار أنها ارتبطت بتاريخ المملكة المغربية، إذ يعود تشكل نواتها الأولى إلى بداية القرن التاسع على يد إدريس الثاني، قبل أن تعرف الاستمرارية إلى غاية اليوم.

ينطلق الفضاء نفسه من هذه الفكرة محاولا بسطها وإيضاح مختلف التطورات التي عرفتها مؤسسة “الحرس الملكي”، ومقدما عينات من العناصر المادية التي تدخل في إطار تجهيز الفرس الذي يظل إلى اليوم ملازما لاشتغال المؤسسة ذاتها ضمن مختلف الأنشطة الملكية.

مشاركة متجددة

على هذا النحو، قال عبد الله الخال، النقيب بالحرس الملكي: “تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يشارك الحرس الملكي في الدورة الخامسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة؛ تحت عنوان “عناية الحرس الملكي الخاصة بالحفاظ على استمرارية تقاليد الفروسية”.

وأضاف النقيب لهسبريس: “هذا المعرض يبرز الإرث التاريخي لهذه الوحدة وحضورها المستمر في مختلف المراسيم والاحتفالات، سواء الوطنية والدينية”، مشيرا إلى أنه “نسلط الضوء على الدور الفعال الذي تلعبه هذه الوحدة في تنمية الفرس”.

وزاد: “كما نمكن الزائرين من التعرف عن كثب عن مختلف الحرف والمهن المزاولة داخل الحرس الملكي، من ورشات الحدادة وصناعة السروج والأحذية. ونبرز كذلك الجهود المبذولة من قبل الحرس الملكي من أجل النهوض برياضات الفروسية، خاصة رياضة “البولو”.

علاقة وطيدة

توجد برواق مؤسسة “الحرس الملكي” هنا بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة عدد من الوثائق الأرشيفية التاريخية التي تبرز طبيعة علاقة هذه الوحدة العسكرية المغربية بالفرس، باعتباره الموضوع الرئيس لمعرض الجديدة الذي وصل اليوم إلى دورته الخامسة عشرة.

إحدى هذه الوثائق التي يحتضنها الرواق تبرز كرونولوجية نشاط الحرس الملكي خلال الفترة الممتدة ما بين 1908 و1955، إذ تبين الدور الذي يضطلع به في تأمين الموكب الملكي للسلطانين المغربيين مولاي يوسف ومحمد الخامس عن طريق فرق الخيالة.

ويقدم الفضاء ذاته بعضا من اللوازم التي تدخل في صميم عمل ضباط خيالة الحرس الملكي؛ بما فيها السروج الخاصة بالأحصنة المشاركة في المسابقات الكبرى للقفز على الحواجز، أو في مسابقات ترويض الخيول أو الخاصة كذلك بممارسة رياضة “البولو”، إلى جانب الأكسسوارات الأخرى التي ترتبط بشكل مباشر بعملية ركوب الخيل، بما فيها الجزمات النسائية والبذلة الرئيسية لضباط الخيالة.

وفيما يشبه ورشة مفتوحة للجميع، وضع القائمون على هذا الرواق ركنا خاصا بعملية صناعة سروج الخيل، يشرف عليها صانعون تقليديون قضوا مدة زمنية ليست بالقليلة في القيام بهذه العملية تحت لواء مؤسسة الحرس الملكي، محاولين في هذا الصدد تقديم شروحات من جانبهم لفائدة الزوار؛ بما فيها الوفود العسكرية للدول الصديقة وكذا تلاميذ المؤسسات الابتدائية العمومية والخصوصية كذلك الذين توافدوا بشكل كبير على المعرض منذ افتتاحه بشكل رسمي.

دور محوري للفرس

أفاد دليل أعدته مؤسسة الحرس الملكي خاص بالدورة الخامسة عشرة من معرض الجديدة بأن “الفرس يحتل مكانة مهمة في منظومة الحرس الملكي، نظرا لما له من دور بارز في تاريخ الفروسية والتاريخ العسكري بالمملكة المغربية؛ فأهمية الخيالة داخل الحرس الملكي تكمن في دورها البارز في استمرارية تقاليد الفروسية الوطنية، إذ تواكب الخيالة وقع الأنشطة الملكية وتشارك في مراسيم الاحتفالات بالأعياد الدينية والوطنية والاستقبالات الرسمية لرؤساء الدول”.

حسب الدليل الذي تصفحته هسبريس، فإنه “للقيام بالمهام الموكولة إليها على أحسن وجه تتشكل خيالة الحرس الملكي من مجموعة من سرايا الخيل من أصناف وألوان مختلفة وفرقتين نحاسيتين، إضافة إلى بطارية التحية للمدفعية، ومناولي العربة الملكية والمنصة الشرفية”.

وأورد المرجع ذاته أن “الحرس الملكي يعنى بتربية وإنتاج الخيول من خلال مركز الزوادة بتطوان، حيث تتواصل الجهود لتزويده بالبنيات الأساسية وتوفير الوسائل الضرورية للاضطلاع بدوره في هذا المجال من أجل الحفاظ على سلالات الخيول البربرية والعربية البربرية المحلية واستمراريتها”.

وذكرت الوثيقة ذاتها أن “الحرس الملكي يضع حرف ومهن الفروسية ضمن أولوياته من أجل المساهمة في تثمين هذه الأخيرة وطنيا، من بين هذه المهن العتيقة الحدادة إلى جانب الصناعة السروج والأحذية”، مشيرة إلى أن “البيطرة تظل ضمن مراكز الاهتمام والعناية كذلك”.

كما كشفت أنه “لا تقتصر الأنشطة الرياضية في الحرس الملكي على رياضة القفز على الحواجز فقط؛ بل تتجاوزها إلى رياضات أخرى كسباقات الخيل والبولو والقدرة والتحمل كذلك”، لافتة إلى أن “الكم الهائل من الجوائز المحصل عليها دليل على تألف فرسان خيالة الحرس الملكي في هذا المضمار”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق