«الزوادة» حماية للسيدات البدويات خلال رحلات رعي الأغنام داخل الصحراء

الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رضا الحصري
نشر في: الأحد 6 أكتوبر 2024 - 11:34 ص | آخر تحديث: الأحد 6 أكتوبر 2024 - 11:34 ص

اعتادت السيدات البدويات بجنوب سيناء، مساعدة أزواجهن منذ القدم، وتعد الأعمال المنزلية ورعاية الأبناء، وإعداد الطعام من أهم مهامها، إضافة إلى رعياها للأغنام داخل الأودية، ويحرص البدو من مختلف القبائل على الالتزام بالعرف البدوي، وعدم الاقتراب من المرأة حتى في حالة تواجدها دخل الصحراء لرعي الأغنام.
وقالت "أم ياسر" سيدة بدوية تعيش في وادي السهوة التابع لمدينة أبوزنيمة، إن السيدة البدوية اعتادت مساعدة زوجها غلى أعباء الحياة، وهي كانت قديمًا شريكة له في رعي الأغنام، والآن أصبحت هي من ترعاها كون الرجال أصبحوا يعملون في مجال السياحة، والتعدين بحكم أن مدينة أبوزنيمة تشتهر بالتعدين واستخراج المعادن؛ لتوفير احتياجات الأسرة المادية خاصة في حالة الغلاء التي تسيطر على العالم.
وأوضحت "أم ياسر"، لـ"الشروق"، أن سيدات الوادي يجتمعن مع بداية أول ضوء شمس في الصباح؛ للانطلاق في البادية لرعي الحلال "الأغنام" وينتقلون مع بعضهم البعض من منطقة لأخرى يقدن قطيعًا كبيرًا من الأغنام، وكل سيدة تعرف الأغنام الخاصة بها من خلال علامة تميزهم؛ بحثًا عن العشب، وحين تستقر الأغنام في مكان العشب، تقوم السيدات بتأمين القطيع، وعند التأكد من أن الجميع بدأ يتناول الأعشاب يبحث الجميع عن منطقة لنستظل فيها ونلفظ أنفاسنا بعد قطع مسافة طويلة سيرًا على الأقدام، على أن يتم ذلك بالتناوب بحيث تستريح بعض السيدات بينما تقف الأخريات لرعاية القطيع.
وأكدت أن كل سيدة تحمل كيسًا قماشيًّا يطلق عليه "الزوّادة"، وهو يحفظ مئونتهن البسيطة خلال رحلة الرعي والمكونة من بعض الخبز و السكر، وما توفر من خضار كالطماطم والباذنجان بكمية تكفيها على مدار اليوم لحين العودة من غروب الشمس، لافتة إلى أن الجميع يتناول الطعام مع بعضهم البعض.
وأشارت إلى أنه عند العودة يجري حلب الخراف والماعز، ووضع الحليب في الأواني لاستخدام بعضه، والبعض الأخر يترك حتى يصبح رايب لتصنع منه السمن.
وأكدت أن مهنة الرعي صعبة كونها تحتاج إلى مجهود على مدار اليوم؛ مشيًا على لأقدام بين السهول المخضرة لإطعام القطيع، إضافة إلى جمع بعض الأعشاب للأغنام الصغيرة المتواجدة في منازل، والتي لا تقدر على السير لمسافات طويلة، لافته إلى أن السيدات تحرصن خلال رحلة الرعي على غطاء وجوههن حرصًا على العادات والتقاليد البدوية، وحماية من الغبار الذي يخرج من الغنم أثناء السير.

وقالت إن السيدات خلال عملية رعي الحلال في أمان تام، ولا يجرأ أحد على التعرض لهن؛ لكون الجميع يعرف العادات والتقاليد أي العرف البدوي الذي تسير عليه القبائل البدوية، مؤكدة أنه في حالة تعرض شخص لهن يجري تطبيق أحكام العرف البدوي عليه تطبيقًا للمثل البدوي الذي يقول" "كاذبتهن صادقة".

وتابعت: "ولكن في العموم لا تتعرض النساء لأي أذى من الرجال، بل على العكس عندما يمر رجل عليهن خلال رحلة الرعي يعرض مساعدته من بعيد دون أن يقترب، وهو يضع عينيه في الأرض دون النظر إليهن".
ولفتت إلى أن رحلات الرعي تكون فقط في موسم الأمطار والسيول، كون النباتات الطبيعية تنمو بكثرة داخل الوديان، ولكن في الصيف تكون الرحلات بسيطة، ويعتمد الكثير على تقديم العلف للماعز والأبل في الحوش، وتركهم يتجولون في محيط الوادي فقط بحرية دون وجود صاحبهم معهم، ويعدون بمفردهم إلى الحظيرة مع حلول الليل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق