لكل شارع اسم له سبب أو معنى، قد يكون وصفًا أو مهنة أو اسم شخص غير معروف، ولكن موقعه يصبح مميزًا بسبب تغيير جغرافي فيطلقون اسمه على الموقع.

شارع «طلعت» من أشهر شوارع دمياط، عرضه 10 أمتار فقط، وهو شارع يؤدي إلى منطقة أسواق غذائية في حي الأعصر الشهير، وهو من أكبر الأحياء في دمياط على الإطلاق، ويمتد بطول كورنيش النيل لمسافة 3 كيلومترات تقريبًا.

"الشروق" تجيب على السؤال، من هو «طلعت»؟ هو موظف مثقف في إحدى الإدارات المحلية، وعقب إنشاء حي الأعصر، احتاج الأهالي مكانًا لشراء الجرائد اليومية، بدلاً من الوصول إلى وسط البلد لشراء الجرائد، فقام طلعت بإنشاء كشك على ناصية الشارع، وكان حاضرًا في المنطقة بشكل دائم، بعدها بفترة تم إنشاء خط سير ميكروباص لمنطقة الأعصر، وكان كل من يريد النزول في الشارع ينادي «طلعت يا أسطة»، وتعود الناس على ذلك، حتى أصبح الشارع باسم طلعت، ولم يتوقف اسم طلعت عند هذا الحد، فعندما تم إنشاء طريق دمياط - رأس البر الشرقي المطل على النيل، تم إنشاء معدية مقابل شارع طلعت مباشرة، وتم تسميتها معدية طلعت، وكل المواطنين من سكان منطقة الأعصر القادمين من رأس البر – دمياط بواسطة ميكروباص، ينادون السائق أن يتوقف عند معدية طلعت.

الكاتب والروائي سمير الفيل يؤكد أن الأسماء مهمة جدًا للتعريف والتعامل معها من خلال الاسم، وأنت ذكرت شارع طلعت، عندنا في دمياط أماكن كثيرة متشابهة، مثلًا شارع الصعيدي في دمياط الجديدة، وهو شارع سمي على اسم رجل صعيدي يعمل في أدوات البناء في بداية إنشاء المدينة، وهو أشهر شارع في المدينة حتى الآن، والأغرب أنه افتتح فرعًا آخر في ضاحية أخرى في المدينة، فأطلق الناس عليه اسم الصعيدي الجديد، أما الأهم في كل هذا، أن شارع الصعيدي القديم رسميًا باسم المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان وابن محافظة دمياط، ويطلقون عليه أبو المدن الجديدة، ولكن الناس لها ما تعودوا عليه، وهذا لا يقلل من قيمته ولا من شأنه ولا من إنجازاته، ومؤخرًا قام جهاز مدينة دمياط الجديدة بوضع لافتات بأسماء كل شوارع المدينة.

الكاتب والباحث فكري داود، من قرية السوالم بدمياط، يروي أنه كان ذاهبًا إلى البنك الزراعي في مدينة دمياط، الواقع على كورنيش النيل، فطلب من سائق الميكروباص أن يقف أمام البنك الزراعي، فتجاوز السائق المحطة، وناداه أنه تخطى محطة البنك الزراعي، فرد السائق لا أعرف البنك الزراعي، هذه محطة «شفشق».

يواصل «داود» بالبحث عن شفشق، ووجد أنها قهوة صغيرة خلف البنك، وأمامها منطقة واسعة، وناصيتها شارع شبه خالٍ من المارة، وشهرتها جاءت من روادها، فقد كانت لهم اهتمامات سياسية، وكانوا من كل الأحزاب، وكان المقهى الوحيد الذي تجد فيه لافتات دعاية انتخابية لكل المرشحين، وذروة شهرتها كانت قبل يناير 2011 ميلادية، وكانت مركزًا للاتفاقات الانتخابية.

أما اسم «شفشق» فهو شهرة لصاحبها محمد، الذي اشتهر بتبريد المياه في الـ«شفشق» الزجاجي، ويضع على كل ترابيزة في الساحة التي أمامه أو الشارع الخالي شفشق ومعه عدد من الأكواب الفارغة لصب المياه فيها، من هنا جاءت شهرته وانتقلت أيضًا لأولاده، فهو هنا يحمل اسمًا يميزه عن غيره.