أكدت دراسة حديثة أن العديد من منتجات علاج حب الشباب التي تستخدم على نطاق واسع قد تشكل مخاطر صحية كبيرة، وخاصة زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

 وقد أثارت النتائج ناقوس الخطر بشأن وجود مادة البنزين، وهي مادة مسرطنة معروفة، في منتجات مثل Proactiv و Clearasil، والتي يستخدمها المراهقون بشكل متكرر في جميع أنحاء الولايات المتحدة حسب ما رصد موقع تحيا مصر. 

وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى فرض لوائح أكثر صرامة وإجراء اختبارات أكثر شمولاً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لحماية المستهلكين من المواد الخطيرة المحتملة الكامنة في منتجات العناية بالبشرة اليومية.

وقد أجرى فريق من الباحثين من مختبر فاليشور في نيو هافن بولاية كونيتيكت، بالتعاون مع أساتذة من جامعتي ييل ولونج آيلاند، دراسة شملت تحليل أكثر من 100 علاج لحب الشباب يعتمد على بيروكسيد البنزويل. وكشفت النتائج أن ما يقرب من ثلث المنتجات التي تم اختبارها تحتوي على مستويات عالية من البنزين، وهو ما يتجاوز بكثير حدود السلامة التي حددتها إدارة الغذاء والدواء. وعلى وجه الخصوص، وجد أن بروأكتيف، وهي علامة تجارية شهيرة لعلاج حب الشباب، تحتوي على 18 ضعف الكمية المسموح بها من البنزين. وبالمثل، يحتوي غسول الوجه تحت العلامة التجارية الخاصة لشركة CVS على 13 ضعف المستويات الآمنة التي أوصت بها إدارة الغذاء والدواء.

مادة البنزين في كريم حب الشباب

إن وجود مادة البنزين في هذه المنتجات أمر مثير للقلق بشكل خاص بسبب ارتباطها بالسرطان، والبنزين مادة كيميائية متطايرة معروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم وغيره من أنواع السرطان عندما يتعرض الأفراد لها بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.

التدقيق من قبل إدارة الغذاء والدواء ومخاوف المستهلكين

ولقد تعرضت إدارة الغذاء والدواء لضغوط متزايدة لاتخاذ إجراءات سريعة في ضوء هذه النتائج. وفي حين كانت الوكالة تحقق في الادعاءات، فإن استجابتها البطيئة أثارت مخاوف بشأن الرقابة التنظيمية على منتجات صحة المستهلك. وقد دفع التحليل الأولي الذي أجرته شركة فاليشور في وقت سابق من هذا العام الشركة إلى تقديم التماس إلى إدارة الغذاء والدواء، تحث فيه على سحب المنتجات الملوثة. ومع ذلك، حتى شهر يوليو/تموز، لم تتخذ إدارة الغذاء والدواء أي إجراءات مهمة، الأمر الذي جعل العديد من المستهلكين عُرضة لمخاطر صحية محتملة.

وقد خضعت هذه الدراسة الحديثة، التي نُشرت في مجلة Journal of Investigative Dermatology، لمراجعة الأقران، مما أضاف مصداقية إلى نتائجها.

 كما تناول هذا التحليل المتابعة الانتقادات الموجهة للدراسة الأولية، التي اختبرت المنتجات في درجات حرارة مرتفعة تبلغ حوالي 122 درجة فهرنهايت (50 درجة مئوية). وعلى النقيض من ذلك، اختبرت الدراسة الجديدة المنتجات في درجة حرارة الغرفة، مما أسفر عن نتائج أكثر دقة وموثوقية. وعلى الرغم من ذلك، وجدت الدراسة أن العديد من علاجات حب الشباب، بما في ذلك بعض العلامات التجارية الشهيرة، تحتوي على مستويات غير مقبولة من البنزين.