غابة الصنوبر الحلبي تحتضر في وجدة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُتداول بشكل واسع، في الآونة الأخيرة، صور وفيديوهات توثّق ما تواجهه غابة الصنوبر الحلبي بمدينة وجدة من تحديات بيئية وصفتها الجمعيات المهتمة بالبيئة بـ”الخطيرة والمقلقة”.

وتُظهر الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي موت مجموعة من الأشجار وقطع واقتلاع أخرى، في ظروف وصفها المتفاعلون مع هذه الصور بـ”الغامضة”.

هذه الغابة التي تتألف أساسًا من أشجار الصنوبر الحلبي تشكّل، إلى جانب غابة “سيدي معافة” المجاورة، المتنفس الطبيعي الوحيد لساكنة مدينة وجدة، ما دفع عددًا من المدافعين عن البيئة إلى التحذير من التدهور الحاصل في هذه المساحة الحيوية.

ويعتبر سكان الأحياء المجاورة، كـ”حي السلام”، و”الهناء”، و”ليزيريس”، هذه الغابة جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وهو ما عبر عنه أحد السكان قائلاً: “عزاؤنا لسكان مدينة وجدة، وخاصة الأحياء المجاورة، في وفاة غابة الصنوبر”، واصفاً الأمر في “تدوينة” على إحدى المجموعات “الفايسبوكية” بأنه “كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وتابع المدون ذاته: “دخلت الغابة وصدمت بالمنظر المفزع. هل يتعلّق الأمر بمرض أم هناك نية لتفويتها لمستثمر عقاري؟”، قبل أن يختم “تدوينته” بالقول: “لقد كبرنا وسط هذه الغابة وكنا نأمل أن يكبر أولادنا فيها، لكن هيهات، ستحتاج على الأقل 15 سنة لتتعافى”.

وفي سياق متصل قال أحد المدونين إن “ما يحدث لغابة الصنوبر ليس مجرد أزمة بيئية، بل كارثة تنموية”، مردفا: “هذه الغابة وغابة سيدي معافة ليستا فقط رئة المدينة، بل إنهما إرث طبيعي علينا جميعًا أن نحافظ عليه”، وزاد: “إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنفقد مكانًا يشكل جزءًا من هوية وجدة”، داعياً إلى “تدخل الجهات المسؤولة بإجراءات عاجلة لحماية الغابة قبل فوات الأوان، لأن تأهيلها في المستقبل سيكون أكثر تكلفة وصعوبة”.

وتفاعلا مع هذه التدوينات والمنشورات المتناولة لوضعية غابتي “الصنوبر” و”سيدي معافة” قال محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب: “إن بعض هذه التدوينات -التي اطلعت على الكثير منها- تحمل سوء فهم للموضوع، بالنظر إلى عدم تتبع أصحابها الأحداث المرتبطة بهاتين الغابتين”.

وأوضح بنعطا، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الأشجار التي تم قطعها أو إزالتها تعتبر ميّتة نتيجة الجفاف والأمراض، ولا يتعلّق الأمر بأي مما يروج بشأن بيع الغابة أو تفويتها من أجل بناء تجزئات سكنية”.

وأبرز الناشط البيئي ذاته أنه “سيتم في إطار صفقة بين مديرية المياه والغابات بوجدة-أنكاد وإحدى الشركات إزالة جميع الأشجار الميتة وتعويضها بأخرى من صنف مقاوم للجفاف والأمراض”، مشيراً إلى أنه “تم الشروع في الشطر الأول من هذه العملية المتعلّق بنحو مائة هكتار”.

وأكد منسق التجمع البيئي لشمال المغرب أن المديرية الإقليمي للمياه والغابات ستعقد يوم 16 أكتوبر الجاري بغرفة الصناعة التقليدية بوجدة لقاء تواصلياً مع المجتمع المدني ونشطاء البيئة والإعلاميين من أجل شرح هذه العملية وإطلاعهم على وضعية المجال الغابوي المعني.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق