إلى أي مدى يصل التعاون الصيني الروسي ضد الغرب؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
2

في نهاية شهر سبتمبر، التقى كبار المسؤولين الصينيين والروس في بكين لمناقشة تعزيز تعاونهم الثنائي في القطب الشمالي، في ظل ما أسموه “الظروف السياسية الجديدة” لتشكيل “شراكة استراتيجية شاملة” لتعزيز مصالحهما المشتركة.

واتفقا على تشكيل هذه الشراكة لتطوير المنطقة اقتصاديًّا، واستغلال الموارد المعدنية، وتعزيز استخدام طريق البحر الشمالي، وللتعاون العسكري ضد الغرب أيضًا، ما دفع كندا إلى تشكيل تحالف دفاعي مع دول حلف الناتو في شمال أوروبا لمواجهة الإجراءات الصينية والروسية.

وجهات نظر متباينة

قالت مجلة “أوراسيا ريفيو” إن هذا سيؤدي إلى زيادة التوترات في القطب الشمالي وقد تؤدي إلى صراع مفتوح، ولكن من المرجح أن يعتمد مثل هذا الصراع على ما إذا كانت موسكو أو بكين لها اليد العليا في شراكتهما، مع استعداد موسكو لتقديم التضحيات من أجل مكاسب قصيرة الأجل بينما تركز بكين على الفوائد طويلة الأجل.

وأضافت، في تقرير نشرته الخميس 10 أكتوبر 2024، أن وجهات النظر المتباينة بين الصين وروسيا بشأن سياسة القطب الشمالي قد تضر بتحالفهما الأوسع، لافتةً إلى أن دور الصين في شمال القطب تزايد بسرعة، وهو أمر ترحب به روسيا وتخشاه في الوقت نفسه.

فمن ناحية، ترحب موسكو بالحضور المتزايد لبكين، حيث يعزز ذلك دعم موسكو في المنطقة ويعوض عن تحويل الموارد إلى حربها في أوكرانيا، ومن ناحية أخرى، يخشى المسؤولون الروس من احتمال أن تدفع الصين روسيا جانبًا في القطب الشمالي بمرور الوقت وتصبح القوة المهيمنة.

تأثيرات سلبية

أوضحت المجلة ان اجتماع سبتمبر في بكين كان بمثابة اختراق في التعاون الصيني الروسي في القطب الشمالي، كما عكس تطورين أوسع نطاقًا، وهما ثقة الصين المتزايدة بنفسها والحاجة المتزايدة لروسيا لإيجاد حلفاء أينما أمكنها ذلك. وقد أكدت التنازلات الروسية وحاجتها إلى تعويض المشاكل المتزايدة في قطاع بناء السفن لديها هذه النقطة الأخيرة.

وذكرت أن الاجتماع والاتفاق الذي تمخض عنه استند إلى عدد من التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة، والتي تشمل سلسلة من الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى، والتدريبات البحرية الصينية الروسية المشتركة في شمال المحيط الهادئ، والمشاركة المتزايدة لبكين في طريق البحر الشمالي، وحتى الوعود بأن تشارك السفن الصينية في مناورات أوشن 2024 الروسية.

وأضافت بأن من الخطأ الاعتقاد بأن الاتفاق الجديد قد قضى على مخاوف الجانبين، فمن المرجح أن ينجم عن الاختلافات تأثيرات سلبية على العلاقات بين موسكو وبكين في القطب الشمالي وأماكن أخرى، وأن القوى الغربية ستحتاج إلى الإبحار عبر حقل الألغام هذا حتى لا يهدد المصالح الغربية في منطقة القطب الشمالي.

الغرب واستغلال الخلافات

قالت المجلة إن على الجهات الفاعلة الغربية استغلال الشقوق في العلاقات الروسية الصينية، فالتوترات وانعدام الثقة بينهما أمر مهم على المستويين التكتيكي والاستراتيجي في مواجهة الشراكة الصينية الروسية الناشئة والهشة بين البلدين، وكلا الطرفين مستعد للاستفادة من الآخر، ولكنهما قلقان من استغلالهما إذا أتيحت لهما الفرصة.

على سبيل المثال، لن تتسامح روسيا مع تهميشها بينما تصبح الصين اللاعب المهيمن في تعدين الليثيوم في منطقة مورمانسك أو في مجال الشحن في طريق البحر الشمالي، وفي المقابل، لن تقبل بكين أيضًا عدم اعتراف روسيا بقوتها المتنامية واعتبارها القوة الصغرى في العلاقة.

وعلى النقيض من روسيا، ربما تكون الصين مستعدة تمامًا للتراجع الآن إذا اعتقدت أن ذلك سيكون مفيدًا لها في الأمد البعيد، ما يشير إلى فرصة الغرب للتركيز على منع الصين من المبالغة في دعم روسيا، شريطة أن ترى الصين ذلك كوسيلة لتحقيق المزيد في وقت لاحق، وإذا لم يأخذ الغرب في الاعتبار أهداف الصين بعيدة المدى، ستضيع فرصة تغيير السلوك الصيني ما يدفع بكين إلى أحضان موسكو.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق