تشغل العلاقات بين المسلمين والأقباط حيزًا كبيرًا من النقاشات العامة والدينية في المجتمعات العربية، حيث تتداخل عوامل التاريخ والثقافة والدين في تشكيل هذه العلاقات،وقد برزت تصريحات الشيخ محمد كمال، الأمين في دار الإفتاء، لتسلط الضوء على جوانب مهمة من هذا الموضوع،ففي حديثه عن حكم تهنئة الأقباط بأعيادهم الدينية، ألقى الضوء على أهمية التسامح والاحترام بين مختلف الأديان، مما يعكس روح المحبة والتعاون التي ينبغي أن تسود بين كافة أفراد الأمة،إن ما تم طرحه يعكس رؤية شاملة تتجاوز الأسئلة الفقهية التقليدية وتتناول مناحٍ إنسانية واجتماعية تدعم التعايش السلمي.
تصريحات أمين الفتوى حول حكم تهنئة الأقباط بأعيادهم
أشار الشيخ محمد كمال إلى أن موضوع تهنئة الأقباط يثير الجدل سنويًا مع اقتراب أعيادهم، حيث يتبنى بعض الأشخاص آراء تتسم بالتحفظ أو التحريم،لكن في إطار التصريحات التي أدلى بها، استند الشيخ إلى آية قرآنية واضحة تتحدث عن ضرورة التعامل الحسن مع الآخرين، حيث قال “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”،وهذا يأتي كدعوة للتفكر في ضرورة البر والكرم تجاه غير المسلمين في إطار من المودة والتسامح.
موقف الإسلام من التعامل مع غير المسلمين
في سياق توضيحه لرؤية الإسلام تجاه علاقته بالأقباط، أكد الشيخ محمد كمال أن الإسلام يحث على التعامل الحسن مع الآخرين، مشيرًا إلى أن كلمة “البر” تشمل معاني الفضيلة والخير،واستشهد بكلام الله “وقولوا للناس حسناً”، مما يعزز من قيمة الاحترام المتبادل ويعكس تعاليم الإسلام السمحة التي تدعو للتعامل بلطف مع جميع المواطنين مهما كانت خلفياتهم الدينية.
استشهاد أمين الفتوى بقصة من التراث
لإغناء حديثه، استند الشيخ إلى قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع جاره اليهودي، حيث كان يبذل له كل اهتمام ويعامله بشكل نبيل، مستشهدًا بأنه كان يراعي حق الجوار،ويرتبط هذا بموقف النبي محمد الذي أوصى بالجار حتى ظن البعض أن الجار قد يرث جاره،وقد أكد الشيخ بأن تهنئة الأقباط في أعيادهم ليست فقط مقبولة بل تعد عملًا حسنًا يحظى بثواب خاص من الله عز وجل.
في الختام، تبرز تصريحات الشيخ محمد كمال أهمية تعزيز قيم التسامح والتفاهم بين الأديان، دافعة إلى بناء جسور المحبة والتعاون بين المجتمع،إذ يتطلب ذلك إدراكًا حقيقيًا لدلالات النصوص الدينية التي تستند إلى قيم إنسانية نبيلة تدعو للتعاون والاحترام المتبادل،تهنئة الأقباط لا تُعزز فقط الروابط الاجتماعية ولكن تشجع أيضًا على إعلاء قيم السلام والتعايش السلمي في المجتمع،من هنا، يتوجب على الجميع العمل على نشر هذا المعنى وتجسيد قيم التآخي في حياتهم اليومية.
0 تعليق