في اليوم السادس من استئناف العدوان على غزة بعد تنصل الاحتلال الإسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النار، أعلن المتحدث باسم جيش  العدو بدء هجوم في منطقة تل السلطان في رفح، كذلك أعلن أن الجيش بدأ عملية برية في منطقة بيت حانون بزعم “ضرب البنى التحتية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتوسيع المنطقة الآمنة”. هذا العدوان الوحشي المستمر على القطاع تزامن مع مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) الليلة الماضية، على مقترح قدّمه وزير الحرب يسرائيل كاتس، يقضي بإنشاء ما يُسمى “مديرية خاصة” لتهجير الفلسطينيين من القطاع، وذلك تماشيًا مع طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يأتي ذلك في حين ارتفعت حصيلة الشهداء في جنوب قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى إلى 30 شهيداً، إثر سلسلة غارات معادية عنيفة استهدفت مناطق مختلفة في مدينتي خان يونس ورفح، وأسفرت عن تدمير عدد من المنازل وخيام للنازحين.

مديرية لتهجير الغزيين

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية اليوم الأحد، في بيان، أن المديرية الجديدة ستتولى تنظيم ما وصف بـ”الانتقال الطوعي لسكان قطاع غزة إلى دول ثالثة، لمن يُبدون رغبة بذلك”، في إطار حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

وقال كاتس “نعمل بكل الوسائل لتطبيق رؤية رئيس الولايات المتحدة، وسنُتيح لكل من يرغب من سكان غزة مغادرة القطاع إلى دولة ثالثة بشكل طوعي”، حسب تعبيره.

وزعمت سلطات الاحتلال أن ذلك سيتم “وفقًا للقانونين الإسرائيلي والدولي”، بحسب البيان. وستعمل المديرية الجديدة تحت إشراف مباشر من وزير الأمن، ويُتاح لها التنسيق مع منظمات دولية وجهات إضافية، بناء على “تعليمات المستوى السياسي”.

كما ستعمل المديرية على “إنشاء مسارات ومراكز تفتيش مخصصة للمشاة عند معابر قطاع غزة، إضافة إلى تنسيق البنية التحتية اللازمة لعبورهم برًا، بحرًا وجوًا إلى الدول المستهدفة”. ومن المتوقع أن يُعلن كاتس قريبًا عن هوية من سيتولى رئاسة الإدارة الجديدة.

تطورات العدوان

وفي تطورات العدوان، أفادت مصادر طبية فلسطينية بارتفاع عدد الشهداء اليوم إلى 35 إثر مواصلة قوات الاحتلال قصفها مناطق مختلفة في جنوب القطاع. وأفادت مصادر صحفية باستشهاد 40 مواطنًا على الأقل وصلت جثامينهم منذ ليلة الأمس وفجر اليوم الأحد إلى مستشفى ناصر والأوروبي بخانيونس بينهم 18 شهيدا إلى مجمع ناصر و22 إلى مستشفى الأوروبي جراء سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية جنوب قطاع غزة.

هذا أعلن الإعلام الحكومي أن “القطاع على شفا كارثة إنسانية”، وأن “أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يواجهون كارثة غير مسبوقة مع تنفيذ الاحتلال إبادة جماعية”.

وأوضح المكتب أن “إغلاق الاحتلال معابر القطاع ومنع إدخال المساعدات يعمقان الأزمة المتفاقمة”، محملاً الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية عن الجرائم، ومطالباً العالم بالضغط لوقفها.

في التفاصيل، استشهد فلسطيني في قصف من مسيّرة إسرائيلية ببلدة النصر شمالي مدينة رفح. وذلك بالتزامن مع إصدار جيش العدو بياناً ينذر الفلسطينيين في حي تل السلطان بمدينة رفح بإخلاء المنازل والخيام مع بدء هجمات عنيفة بالمنطقة.

وتواصل القصف المدفعي على بيت حانون ومنطقة أبو صفية شرق مخيم جباليا شمالي القطاع.

إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني فقدان الاتصال بطاقمه في منطقة البركسات غرب رفح لدى محاولته التدخل لانقاذ طاقم اسعاف الهلال الأحمر الذي تعرض لاستهداف معادي.

وقبل ذلك قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال تحاصر عددا من مركبات إسعاف الجمعية أثناء تغطيتهم لاستهداف منطقة الحشاشين في رفح. وأكدت إصابة عدد من مسعفي الجمعية وفقدان الاتصال مع الطاقم.

وقصفت طائرات الاحتلال فجر اليوم منزلاً غربي بخانيونس، على رؤوس ساكنيه. واستشهدت سيدة جيهان موسى وطفلة جراء قصف طائرات الاحتلال منزل في منطقه الياباني، غرب خانيونس.

كما استشهدت طفلة من عائلة أبو جزر وأصيب آخرون في قصف الاحتلال خيمة بمنطقة الصمود في مواصي خانيونس.

هذا واستشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلا لعائلة عاشور في حي الجنينة برفح.

وقصفت طائرات الاحتلال غرب خانيونس، فجر اليوم الأحد، ما أدى إلى سقوط شهيدين على الأقل وإصابة آخرين. كذلك، شنت طائرات الاحتلال فجر الأحد غارة على مخيم البريج وسط القطاع.

المصدر: مواقع إخبارية