نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقرير مصور | حسن زين الدين.. بصيرة الجراح في خدمة الحسين (ع), اليوم الأحد 29 يونيو 2025 07:29 مساءً
من بين نيران قذائف “البيجر” ودخان التفجير الإجرامي الذي ارتكبه العدوّ الإسرائيلي، خرج الطفل حسن زين الدين جريحًا، فاقدًا لعينيه، لكنه لم يُهزم، بل جعل من وجعه جسرًا متينًا نحو القوة والإصرار.
لم ينطفئ النور الذي يسكن قلبه، ولم تضعف عزيمته التي بقيت متقدة رغم فقدان البصر، لتتحول محنته إلى شهادة حيّة على صلابة إرادة أبناء هذا الشعب.
اليوم، في موسم عاشوراء، يقف حسن زين الدين بين صفوف الخَدَمة في أحد مواكب الخدمة الحسينية. يقدّم الماء لزوّار الإمام الحسين عليه السلام، يرتّب الصواني بعناية، يُصغي إلى أصوات الداخلين ويشعر بحضورهم رغم فقدانه حاسة البصر، وكأنّ روحه باتت أصدق من عينيه في الإحساس بمن حوله.
في مضيفات العزاء، يكاد لا يخلو موكب أو مضيف من بصمةٍ لحسنٍ وأمثاله من الجرحى الذين فقدوا بعضًا من أجسادهم، لكنهم لم يفقدوا انتماءهم ولا عهدهم. هم أولئك الذين قالوا للعبّاس: “وُلدنا على عهدك، وجُرحنا على دربك، وفقدنا ما فقدناه وفاءً لعطشك وصبرك وكفّيك التي سقطت، ولم تسقط رايتك”.
حسن ليس حالة فردية فحسب، بل هو نموذج لجيل كامل حمل إصاباته كشواهد على الثبات لا الضعف، وعلى الإيمان لا اليأس. يأتون إلى ساحات الخدمة الحسينية لا بوصفهم متفرّجين على الذكرى، بل صُنّاعًا لها، يجسّدون بمواقفهم أسمى معاني البذل والتضحية والوفاء.
وكما جاد الإمام الحسين (ع) وأصحابه بدمائهم، يقدّم هؤلاء الجرحى اليوم أعظم صور الولاء: أن يكونوا على أتمّ الجهوزية للعطاء، رغم ما أصابهم من جراح وآلام، متمسّكين بنهج الحسين (ع)، مردّدين في كل خطوة: “ما تركناك يا حسين”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق