على وقع التلميح والتلويح من الداخل قبل الخارج بنبرة أميركية تصعيدية ضد لبنان، كانت الزيارة الثانية لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت.

زيارة وصف الرؤساء الثلاثة خلالها لقاءاتهم مع أورتاغوس بالجيدة والبنّاءة، من دون أن يعني ذلك، وفق مصادر مطّلعة للمنار، تبدلًا جوهريًا في الموقف الأميركي مما يجري في جنوب لبنان وما يقوم به العدو الصهيوني ضد لبنان.

أما الموقف اللبناني فبقي موحدًا، وقد عبّر عنه الرؤساء الثلاثة: ضرورة تطبيق العدو اتفاق وقف إطلاق النار عبر الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية، وتحرير الأسرى، ووقف الاعتداءات. أما الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، فالمفاوضات حول ترسيمها تتم عبر لجنة عسكرية تقنية أو عبر الدبلوماسية المكوكية، كتلك التي حصلت في ملف ترسيم الحدود البحرية من خلال المبعوث الأميركي حينها عاموس هوكشتاين.

في بعبدا، كان لقاء لأكثر من ساعة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تم خلاله البحث في ملفات الجنوب اللبناني، وعمل لجنة المراقبة الدولية، والانسحاب الإسرائيلي، بالإضافة إلى الوضع على الحدود اللبنانية-السورية.

في عين التينة، لأكثر من ساعة وعشرين دقيقة، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المبعوثة الأميركية الأوضاع والتطورات الميدانية المتصلة بالخروقات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والتي تتسبب في سقوط ضحايا يوميًا، وذلك خلافًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي رقم 1701. وتطرق البحث إلى الإصلاحات المنشودة على أكثر من صعيد، خاصة في القطاعات المالية والاقتصادية والإدارية.

الرئيس بري زوّد الموفدة الأميركية بقائمة تتضمن 18 قانونًا إصلاحيًا أنجزها المجلس النيابي، الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى، من ضمنها إعادة هيكلة المصارف، والسرية المصرفية، والإصلاح الإداري، لا سيما مجلس الإنماء والإعمار.

في السراي الحكومي، استهلّت أورتاغوس حديثها مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من خطة الحكومة الإصلاحية، ولا سيما الخطوات التي باشرت بها، خصوصًا رفع السرية المصرفية، ومشروع قانون إصلاح القطاع المصرفي، وإطلاق آلية جديدة للتعيينات في إدارات الدولة. كما جرى التشديد على ضرورة الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وفيما يتعلق بتطورات الوضع في الجنوب، عبّرت الموفدة الأميركية عن الارتياح للإجراءات التي بدأت الحكومة باتخاذها في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

أورتاغوس زارت قائد الجيش العماد رودولف غيّاث في اليرزة، وبحثت معه الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. أما وزير الخارجية يوسف رجي، فقد لبّى دعوة أورتاغوس للغداء في دارة السفيرة الأميركية ليزا جونسون في عوكر.

وكانت الموفدة الأميركية قد استهلت زيارتها لبنان يوم الجمعة بلقاء رئيس القوات سمير جعجع في معراب.

المصدر: المنار