الحوثيون يغيرون أسماء المدارس في صنعاء: طمس لهوية اليمن الوطنية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوثيون يغيرون أسماء المدارس في صنعاء: طمس لهوية اليمن الوطنية, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 09:05 مساءً

في خطوة جديدة تُظهر حجم التدخلات السياسية في المؤسسات التعليمية، أقدم مكتب التربية والتعليم بمحافظة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين على إصدار قرار مثير للجدل يقضي بتغيير أسماء عدد من المدارس الأساسية والثانوية.

القرار الذي جاء بعيدًا عن أي اعتبارات وطنية أو تعليمية، يعكس بوضوح سياسة فرض الهيمنة الثقافية والتلاعب بالهوية الوطنية لمصلحة أجندات ضيقة.

التغييرات: طمس للتاريخ الوطني

وفقًا للمادة الأولى من القرار، تم استهداف أسماء مدارس تحمل رموزًا تاريخية ووطنية عريقة، لتُستبدل بأسماء أخرى ذات بعد ديني وسياسي واضح. ومن بين الأسماء التي تم تغييرها:

  • مدرسة خالد بن الوليد : تم استبدال اسم القائد العسكري الإسلامي العظيم باسم "الإمام الهادي"، في خطوة تبدو وكأنها محاولة لإعادة كتابة التاريخ بما يتماشى مع رؤية الجماعة.
  • مدرسة الفاروق بالنعمان : أصبحت تحمل اسم "الإمام زيد بن علي"، في إشارة إلى شخصيات دينية تسعى الجماعة لتعزيز مكانتها كبديل للأسماء السابقة.
  • مدرسة بلال : تم استبدال اسم الصحابي الجليل بلال الحبشي باسم "21 سبتمبر"، في تعبير صريح عن استغلال العملية التعليمية لأغراض سياسية.
  • مدرسة عثمان بن عفان : تم تغيير اسم الخليفة الراشد الثالث ليصبح "مالك الأشتر"، في محاولة لتهميش الرموز الإسلامية المشتركة.
  • مدرسة عمر المختار المتلوي : تم استبدال اسم المناضل الليبي ضد الاستعمار الإيطالي باسم "علي بن أبي طالب"، في خطوة تهدف إلى فرض رؤية خاصة للجماعة.

فرض الأيديولوجيا: تسييس التعليم

المادة الثانية من القرار أكدت أن التنفيذ سيكون فوريًا، ما يشير إلى استعجال غير مبرر لتطبيق هذه القرارات دون أي نقاش مجتمعي أو تشاور مع الجهات المعنية.

ويبدو أن هذا القرار ليس سوى حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من المحاولات لـ"أخونة" النظام التعليمي، حيث يتم استغلال المؤسسات التعليمية كأداة لنشر أفكار الجماعة وتثبيت وجودها السياسي.

عبر هذا القرار، تُظهر الجماعة أنها لا تكتفي بالسيطرة العسكرية والسياسية، بل تعمل على تغيير الهوية الثقافية والوطنية من خلال استبدال الرموز الوطنية والتاريخية بأخرى تخدم مشروعها الطائفي.

هذه الخطوة ليست فقط هجومًا على الماضي الوطني والتاريخي، بل هي أيضًا محاولة لطمس الهوية المشتركة التي تجمع اليمنيين.

ردود الفعل: انتقادات واسعة

قرار تغيير أسماء المدارس لم يمر مرور الكرام، حيث أثار جدلًا كبيرًا بين الناشطين والمثقفين والمهتمين بالشأن التعليمي.

يرى العديد من المنتقدين أن مثل هذه القرارات تعكس استخفافًا بقيم التنوع الوطني والوحدة الثقافية، وتهدف إلى فرض رؤية ضيقة على المجتمع اليمني.

كما أن هناك تخوفات من أن تكون هذه القرارات جزءًا من عملية أوسع تستهدف المناهج التعليمية والمحتوى الدراسي، بهدف غرس أفكار طائفية في عقول الطلاب.

تأثير القرار على الطلاب والمجتمع

تغيير أسماء المدارس ليس مجرد تحديث شكلي، بل له تداعيات كبيرة على الطلاب وأولياء الأمور. فمن جهة، يتطلب الأمر تحديث الوثائق الرسمية، وتغيير اللوحات التعريفية، بالإضافة إلى الحاجة لتوعية الطلاب بهذه التغييرات.

ومن جهة أخرى، فإن هذه الخطوة قد تخلق حالة من الانقسام المجتمعي، خاصة وأن بعض الأسماء السابقة كانت تحمل قيمة وطنية وتاريخية عميقة لدى السكان المحليين.

استغلال التعليم: أداة للسيطرة

ما يثير القلق أكثر هو استخدام المؤسسات التعليمية كأداة لتحقيق أهداف سياسية وطائفية. التعليم يجب أن يكون منصة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وليس وسيلة لزرع الكراهية أو فرض رؤى أيديولوجية ضيقة.

ومع ذلك، يبدو أن جماعة الحوثيين تواصل نهجها في تسييس التعليم وتحويل المدارس إلى أدوات للتعبئة الفكرية والسياسية.

خاتمة: تدمير الهوية الوطنية

قرار تغيير أسماء المدارس في محافظة صنعاء يُظهر بوضوح كيف يتم استغلال المؤسسات التعليمية لخدمة أجندة سياسية ضيقة.

وبينما تدّعي الجماعة أنها تعمل على تعزيز القيم الدينية والتاريخية، فإن الواقع يكشف عن محاولة واضحة لطمس الهوية الوطنية واستبدالها برؤية طائفية محدودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق