التقى سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، ناريندرا مودي، في مستهل زيارة عمل يقوم بها سموّه إلى نيودلهي، للمشاركة في أعمال اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين والحوار الاستراتيجي الرابع الإماراتي - الهندي.
ونقل سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لرئيس وزراء الهند تحيات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وتمنياتهم لجمهورية الهند الازدهار والرخاء.
من جانبه، حمّل ناريندرا مودي سموّه تحياته إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وتمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم والازدهار.
وأعرب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، مؤكداً أنه على مدار أكثر من 50 عاماً رسخ البلدان نموذجاً متفرداً لعلاقات متطورة، ترتكز على قاعدة صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأثمرت عن شراكة شاملة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء لشعبَي البلدين الصديقين.
وأشار سموّه إلى أهمية اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، والحوار الاستراتيجي الرابع الإماراتي - الهندي، لتأكيد نهج البلدين نحو المضي قدماً في تعزيز مسار شراكتهما الاستراتيجية، ودعم أولوياتهما التنموية.
وأعرب سموّه خلال لقائه ناريندرا مودي عن اعتزازه بزيارة جمهورية الهند، وتمنياته لشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار.
وجرى خلال اللقاء بحث مجموعة من الموضوعات المتصلة بعلاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند.
حضر اللقاء وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، ووزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق المري، ووزير دولة، أحمد علي الصايغ، ومحافظ المصرف المركزي، خالد محمد بالعمى، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، لانا زكي نسيبة، ومساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، سعيد مبارك الهاجري، وسفير الدولة لدى جمهورية الهند، الدكتور عبدالناصر الشعالي.
وترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند، الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، أعمال الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الذي عقد، أمس، في نيودلهي.
وتوجه سموّه في مستهل كلمته بالتحية والتقدير إلى الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وقال: «بينما نستحضر ما حققناه من إنجازات مشتركة، نضع نصب أعيننا المضي قدماً لتحقيق المزيد، ومن هذا المنطلق، نجدد التزامنا وحرصنا البالغ للوصول إلى آفاق جديدة من التعاون واستكشاف سُبل جديدة لتحقيق المنفعة المتبادلة وفقاً للمبادئ والأسس التي تم إرساؤها، حيث يؤكد هذا الحوار الاستراتيجي أهمية العلاقة الدائمة والمتطورة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، ما يعكس بوضوح التزامنا المشترك بتعزيز الرخاء المتبادل، وضمان التقدم المستدام على المدى الطويل، كما نتطلع إلى مواصلة هذه المسيرة، وكلنا ثقة بشراكتنا الوثيقة التي ستستمر في الازدهار خلال السنوات القادمة».
وأكد سموّه أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند شهدت تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وحققت تقدماً بارزاً في القطاعات الحيوية، مثل التجارة والتعليم والطاقة، كما وصلت التجارة الثنائية بين الإمارات والهند إلى آفاق جديدة، مدفوعة بنجاح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أسهمت في تخفيف الحواجز، وإزالة العوائق بنسبة كبيرة، كما عززت التجارة والاستثمار والتعاون عبر القطاعات الرئيسة.
وأضاف سموّه: «أسهمت الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة بين قادتنا في تعزيز التزامنا بتعميق التعاون الثنائي، مما يؤكد الأهمية التي نوليها نحو الحوار المفتوح والمشاركة الهادفة على أعلى المستويات».
وقال سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: «يضع التعاون المثمر بين بلدينا الأساس للابتكار والاستدامة، مما يخلق مسارات نحو مستقبل أقوى وأكثر ازدهاراً، وتعكس شراكاتنا المستمرة وما تحقق من إنجازات في مجال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والمعادن النادرة، التزامنا المتبادل لتحقيق التقدم».
وأشار سموّه إلى أن «التركيز على الطاقة النووية يؤكد رؤيتنا المشتركة لمستقبل منخفض الكربون، مما يضمن تحولاً موثوقاً ومستداماً للطاقة، إلى جانب ذلك، يجسد عملنا معاً في مبادرة بحثية قطبية جديدة جهودنا المشتركة لمواجهة التحديات العالمية المتطورة، وإطلاق الفرص الواعدة لمعالجة قضايا مثل إدارة الموارد وتغير المناخ والابتكار التكنولوجي، ومن خلال هذا التعاون، نواصل استكشاف سبل جديدة للتعاون، واعتماد سبل مبتكرة تنقل هذه الشراكة إلى مستوى آخر».
وأضاف سموّه أن روابط النقل الجوي بين البلدين تُعدّ ذات أهمية بالغة، لاسيما من خلال مئات الرحلات الأسبوعية التي لا يقتصر دورها على دعم السياحة والتجارة فحسب، بل تسهم بفاعلية أيضاً في تعزيز الروابط الثنائية، كما ترسي الأساس لتحقيق المزيد من التعاون في المستقبل، ومن خلال معالجة الأولويات المتبادلة عبر الحوار البنّاء، يمكن لبلدينا ضمان استمرار ازدهار هذا القطاع الحيوي.
وتابع سموّه «إن العلوم المتقدمة والبحوث والتقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة تُعدّ أولوية بالنسبة لنا، حيث تدفع نحو التوصل إلى الحلول الحديثة، وتغذي الابتكار، وتشكل المستقبل بطرق غير تقليدية وإبداعية، وستمكننا هذه المجالات من الوصول إلى آفاق أوسع، وتحقيق السبق في الوصول إلى الإنجازات والتطورات الرائدة، والتصدي للتحديات الحرجة بمرونة ورؤية ثاقبة، كما نقرّ بالجهود الثنائية في تطوير البنية التحتية الرقمية، وهي أساس حيوي للتقدم والاتصال».
وقال سموّه: «في الوقت نفسه، تُعدّ معالجة التطرف أمراً أساسياً للحفاظ على مجتمع سلمي ومتماسك، حيث تتغذى الأيديولوجيات المتطرفة على الانقسام والخوف وسوء الفهم، مما يؤدي غالباً إلى عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، ومن خلال تعزيز التسامح والاحترام المتبادل لمختلف الثقافات والمعتقدات والتقاليد، يمكننا إنشاء مجتمع يتم فيه تقبل الاختلافات، لا الخوف منها».
كما أكد سموّه أن هناك فرصاً كبيرة لإطلاق مبادرات التعاون الثلاثية بين ثلاث دول، التي توفر الفرص لحشد الأفكار والخبرات والموارد عبر إفريقيا وآسيا والباسيفيك وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى، حيث تسهم هذه المبادرات في إنشاء منصة لتعزيز الثقة والروابط بين الدول فضلاً عن تقديم حلول مؤثرة فاعلة تترك إرثاً دائماً وإيجابياً للمجتمعات والمناطق في جميع أنحاء العالم.
وأضاف سموّه: «إنني على ثقة بأننا سنستكشف طرقاً جديدة للعمل معاً والتي من شأنها أن تعزز رؤيتنا المشتركة، ويعكس هذا الاجتماع التزامنا المشترك ليس فقط بالتصدي للتحديات الماثلة أمامنا، بل أيضاً باغتنام الفرص التي تنتظرنا معاً».
وأعرب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في ختام كلمته عن تقديره وامتنانه العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وتطلعه إلى تبادل هادف وبنّاء للأفكار، وقال: «نثق في قدرتنا على العمل معاً لترجمة تطلعاتنا المتبادلة إلى خطوات واعدة من شأنها أن تزيد من تعزيز شراكتنا».
وجرى خلال الحوار الاستراتيجي مناقشة عدد من الموضوعات المتصلة بالعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية الشاملة والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الصديقين.
عبدالله بن زايد:
. الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند شهدت تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.
0 تعليق