يتزايد عدد الشابات في الصين اللاتي يطلبن خدمات ما يسمى بـ«المافيا البيضاء» لمساعدتهن في التعامل مع الأزواج السابقين المزعجين أو أصحاب العقارات المخادعين. ويعمل أفراد «المافيا البيضاء» مثل الحراس الشخصيين، وعلى الرغم من مظهرهم الذي يبدو قاسياً وصلباً فإنهم أشخاص لطفاء ومتفهمون، ما يجعلهم ملائمين لمعالجة القضايا الشخصية الحساسة بالنسبة لعملائهم.
واكتسبت هذه المجموعة التي يطلق عليها أيضاً «فريق الحراس الشخصيين المحترفين» شعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، حيث يبلغ عدد متابعيها 160 ألفاً على موقع «دويين»، وهو الإصدار المحلي لموقع «تيك توك».
ويرتدي أعضاء الحراس الشخصيين المحترفين ملابس سوداء ويبدون بمظهر «شرس»، ووصفهم مستخدمو الإنترنت بأنهم يشبهون «المافيا»، ولن يجرؤوا على معارضتهم، وهم يستخدمون وسائل متنوعة مختلفة تشبه على نحو غامض «الترهيب» و«الإقناع» لمعالجة قضايا مثل العنف المنزلي والتنمر.
وبخلاف العصابات الإجرامية الحقيقية السرية فإنهم يشيرون إلى أنفسهم باعتبارهم «حراساً» للعدالة، ويكسبون لقب «المافيا البيضاء» من قبل مستخدمي الإنترنت.
وقال أحد أعضاء هذه المجموعة، واسمه لي، لإحدى وسائل الإعلام الصينية المعروفة باسم «فيستا هايدروجين بزنس»، إن منظمتهم تتألف من ضباط الجيش المتقاعدين، وأصحاب الأعمال، وحتى الملاكمات النساء.
وأشار لي إلى أن هذه المجموعة تم إنشاؤها بداية عام 2018 لتقديم الأمن للشخصيات الشهيرة والشخصيات العامة. وأضاف: «بحلول عام 2022 جاءنا الكثير من الأشخاص طلباً للمساعدة في قضايا شخصية، وبالنظر إلى الثغرات في القانون لم يكن من الممكن حل بعض المشكلات من خلال الوسائل التقليدية، ولذلك بدأنا في مساعدة الفئات الضعيفة بطرقنا الخاصة».
وذكر لي أن 70% من زبائنهم من النساء اللاتي تراوح أعمارهن بين 25 و35 عاماً، والذين اتصلوا بهم عن طريق منصة «دويين».
وتحدد هذه المجموعة الأجر لقاء الخدمات التي تقدمها بناء على نوع الخدمة وزمن الخدمة المقدمة، حيث تصل إلى نحو 10 آلاف يوان صيني (أي 1400 دولار) وربما تستغرق بعض الخدمات بضع ساعات في حين تستمر أخرى نحو عام.
وروى لي حادثة حيث ذهبت إحدى الموكلات برفقة أعضاء الفريق إلى المحكمة لتطليق زوجها (المسيء)، الذي كان يقاوم الطلاق. وأضاف: «بمجرد خروجها من المحكمة ألقى الرجل حمض الكبريتيك عليها انتقاماً، ولحسن الحظ قام أحد أعضاء فريقنا بحمايتها بمظلة».
وفي حالة أخرى أرادت امرأة الانفصال عن زوجها الذي كان يضربها باستمرار، فاتصلت بالمجموعة وأنفقت نحو 2800 دولار حتى تمكنت من إنهاء علاقتها مع زوجها بسلام.
ورافق أفراد هذا الفريق الأطفال الذين كانوا ضحايا للتنمر في المدارس، ووفروا لهم الأمن وردع المتنمرين، كما ساعدوا المستأجرين على استرداد الودائع المتأخرة من الملاك. ووصف لي خدمات فريقه بأنها «كانت دائماً متوافقة تماماً مع القانون».
ويوجه الفريق العملاء ويساعدونهم باستمرار في الاتصال بالشرطة عند الضرورة أو طلب المساعدة القانونية. وتُظهر مقاطع الفيديو على موقع «دويين» أنهم يقومون بانتظام بإجراء تعليم وتدريب قانوني في المهارات البدنية والأمنية. وحظيت الخدمات التي تقدمها «المافيا البيضاء» باهتمام بالغ على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين.
وعلق أحد المراقبين على موقع «دويين» بالقول: «هذا هو مركز شرطة مدني حقيقي، حيث يستخدم الأخوة الكبار الوسائل القانونية لحماية الفئات الضعيفة التي تقع في المنطقة الرمادية القانونية». وقال آخر، إن «المظهر الشرس ميزة، وأقترح إحضار محامٍ محترف في كل مهمة، وآمل أن يستمر فريقكم في النمو والقوة».
وجرى الحديث عن منظمات شبيهة بـ«المافيا البيضاء» منتشرة في جميع أنحاء العالم، ففي الولايات المتحدة هناك منظمة «بايكرز أغينست تشايلد ابيوز» التي تشكلت لمحاربة الإساءة للأطفال، وهي تتألف من أشخاص أصحاب عضلات، ويركبون الدراجات لحماية الأطفال من التعذيب، ومن بين أعضائها قضاة وسائقو شاحنات ونساء. عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»
. «فريق الحراس الشخصيين المحترفين» يحظى بشعبية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق