"من المستحيل الهروب منها": كيف غيّرت الطائرات المسيّرة مجرى الحرب في أوكرانيا

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
كتب : محمود أمين فرحان

وفقًا لتقرير الغارديان أصبحت الطائرات المسيّرة الصغيرة FPV، التي تصل سرعتها إلى 37 ميلًا في الساعة، جزءًا لا يتجزأ من ساحة المعركة الأوكرانية. هذه الطائرات، التي كانت في البداية تعتبر "ظاهرة جديدة" في عام 2022، تحوّلت إلى "سلاح مفضل" في عام 2023، حيث أصبحت تشكل جزءًا حيويًا من التكتيك العسكري الحديث.

يصف دينيس، أحد الجنود في كتيبة "خِيجاك" الأوكرانية، كيف تغيّرت الحرب على الأرض. يقول: "كانت هناك معارك بالأسلحة النارية في الماضي، لكن اليوم أصبحنا نواجه معارك بالطائرات المسيّرة التي تخلق بيئة قتال جديدة ومتطورة."

القتال بواسطة الطائرات المسيّرة: منطقة قتال أعمق وأوسع

بينما كانت خطوط الجبهة سابقًا تفصلها مسافات قصيرة تفصلها أصوات الرصاص، أصبحت الآن مناطق قتال تمتد لعدة أميال. حيث تستخدم القوات الروسية والأوكرانية الطائرات المسيّرة للتجسس والهجوم من مسافات بعيدة، مما يجعل المعارك أكثر تعقيدًا.

الهجمات الجماعية: أسلوب جديد في القتال بالطائرات المسيّرة

يتزايد استخدام الهجمات الجماعية بالطائرات المسيّرة. يصف دينيس أحد الهجمات على موقع روسي بالقرب من مدينة توريستك قائلاً: "قمنا بإلقاء 1.5 كيلوغرام من المتفجرات كل ثماني دقائق لمدة ثلاث ساعات، وفي النهاية اضطروا إلى التراجع."

الطائرات المسيّرة الصغيرة: تغيير قواعد اللعبة

تسير الطائرات FPV بسرعة تصل إلى 37 ميلًا في الساعة، مما يجعلها أسرع من العدائين المحترفين. كما تضطر المركبات المدرعة إلى التحرك بسرعة أكبر من الجبهة لنقل الجنود والجرحى. وبفضل الكاميرات الحرارية، يمكن لهذه الطائرات العمل بفعالية حتى في الليل. يقول الخبير في الطائرات المسيّرة، صامويل بنديت: "أصبحت القدرة على الهجوم متاحة للجميع، مما يجعل أي شيء في ساحة المعركة غير آمن".

"من المستحيل الهروب منها": كيف غيّرت الطائرات المسيّرة مجرى الحرب في أوكرانيا

الجهود الأوكرانية في تطوير الطائرات المسيّرة

تتعاون مجموعات من الجنود والمواطنين في أوكرانيا في تطوير هذه الطائرات، معتمدة على المبادرات المجتمعية ودعم التمويل الجماعي. ويشمل ذلك تجميع الطائرات في المنازل والمرائب قبل إرسالها إلى الورش العسكرية لإجراء التعديلات النهائية.

وزارة الدفاع الأوكرانية: إمدادات متزايدة من الطائرات المسيّرة

حيث كانت البداية مبنية على جهود مجتمعية، تكثّف وزارة الدفاع الأوكرانية الآن الإمدادات لتشمل ملايين الطائرات المسيّرة. وفقًا للخبراء، هناك توازن في الأعداد بين الطرفين رغم الفارق الكبير في الحجم بين روسيا وأوكرانيا.

دور التدريب والتكنولوجيا في استخدام الطائرات المسيّرة

يحتاج الجنود إلى 70 ساعة من التدريب في المحاكي و70 ساعة إضافية مع الطائرة المسيّرة. لكن الأوكرانيين، سواء الجنود المحليين أو الأجانب، يواصلون تعلم التحكم في هذه الطائرات، حيث أنها أصبحت عنصرًا أساسيًا في القوة الجوية للأوكرانيين.

سيرهي ستيرنينكو: مبادرة لجمع التبرعات وتطوير التكنولوجيا

يعتبر سيرهي ستيرنينكو، الناشط الأوكراني ومدوّن يوتيوب مشهور، من أبرز الأفراد الذين يساهمون في جمع التبرعات لتوفير الطائرات المسيّرة للجنود الأوكرانيين. كما يعمل على تطوير نماذج جديدة للطائرات التي يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في المعركة.

"من المستحيل الهروب منها": كيف غيّرت الطائرات المسيّرة مجرى الحرب في أوكرانيا

الطائرات المسيّرة: سلاح فعال مقابل الدفاع الجوي الروسي

استخدم الأوكرانيون الطائرات المسيّرة كوسيلة فعّالة للدفاع الجوي، حيث تمكّنوا من إسقاط الطائرات الروسية الأكثر تطورًا بتكلفة أقل بكثير. هذه الطائرات المسيّرة توفر بديلًا أرخص وأكثر فعالية من الدفاعات الجوية التقليدية، وهو ما يساعد في تقليل التكاليف العسكرية بشكل ملحوظ.

النظرة المستقبلية: تطور مستمر في التكنولوجيا واستخدام الذكاء الصناعي

مع تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في الحرب، تركز الأبحاث والتطورات المستقبلية على تحسين تقنيات الطيران والهدف، بما في ذلك دمج الذكاء الصناعي لتحسين فعالية الطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى تطوير طائرات غير طائرة للاستخدام في المعارك البرية

عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق