بسبب شاحن هاتف محمول.. وفاة 7 من عائلة واحدة في الأحساء بالسعودية

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

شاحن هاتف محمول.. شهدت مدينة الأحساء حادثة مأساوية هزت مشاعر الجميع، حيث أودى حريق هائل بحياة سبعة أفراد من عائلة واحدة، وذلك بسبب شاحن هاتف محمول موصول بالكهرباء.

واندلع  الحريق في وقت متأخر من الليل، وتسبب في اختناق الضحايا نتيجة الدخان السام، في حادث يُعد من أسوأ الحوادث التي وقعت في المنطقة في الآونة الأخيرة.

تفاصيل حريق شاحن هاتف محمول وأسباب وقوعه

وفقًا لحديث حيدر الحسن، أحد أقارب الضحايا، خلال لقاءه مع قناة "العربية"، فإن الحريق بدأ عندما تعرض شاحن هاتف محمول للانصهار بسبب الحرارة الزائدة. 

وكان شاحن هاتف محمول موصولًا بالكهرباء، مما أسهم في اشتعال الأثاث في غرفة المعيشة بسرعة كبيرة. وبحسب الحسن، لاحظ الابن حسن بداية الحريق، فحاول على الفور إبلاغ عمه باسل، الذي سارع إلى محاولة إخماد النيران باستخدام الماء، لكن سرعان ما تطور الوضع بشكل كبير، مما جعله يدرك خطورة الموقف.

محاولات الإنقاذ

وفي اللحظات التي تلت بداية الحريق، شعر الأب حسين الجبران بتصاعد الدخان الكثيف داخل المنزل، فحاول فتح الأبواب في محاولة يائسة لإنقاذ عائلته من النيران المشتعلة. ومع ذلك، تعرض الأب للسقوط بسبب فقدانه للتوازن وسط دخان كثيف، مما جعله غير قادر على التحرك.

 وفي هذا التوقيت، تمكن الابن باسل من مساعدته وإخراجه مع والدته إلى الخارج، لكنه لم يكن يستطيع منع سرعة انتشار الدخان داخل المنزل.

وفي الوقت نفسه، كان الابن حسن قد قرر العودة إلى داخل الغرف رغم الحريق، لكنه اختفى بعد تلك اللحظة ولم يتمكن من الخروج مجددًا. تشير التفاصيل إلى أن انتشار الدخان السام كان سريعًا جدًا، مما جعل جميع الغرف المغلقة في المنزل تصبح مليئة بالغازات السامة، الأمر الذي أدى إلى وفاة ثلاثة أفراد على الفور بسبب الاختناق، بينما لحق بهم أربعة آخرون بعد فترة قصيرة.

الوفيات بسبب الاختناق

الغريب في الحادث هو أن الضحايا لم يصابوا بحروق، بل كانت وفاتهم نتيجة الاختناق بسبب استنشاق الدخان السام الذي تسلل إلى جميع أنحاء المنزل. تتسارع مثل هذه الحوادث في المنازل نتيجة لعدم وجود وسائل كافية لاحتواء مثل هذه الأزمات، مثل أنظمة الإنذار ضد الدخان أو معدات السلامة الأساسية.

الاستجابة السريعة من الدفاع المدني

أكد حيدر الحسن أن الدفاع المدني استجاب بسرعة كبيرة للحادث، حيث وصلت الفرق المتخصصة إلى موقع الحريق في وقت قياسي، وبذلت جهودًا مضاعفة لإخماد النيران وإنقاذ من تبقى من أفراد العائلة. ولكن للأسف، كان الضرر قد وقع بالفعل، وفقدت العائلة سبعة من أحبائها.

الوضع الصحي لأفراد العائلة المتبقين

بعد الحريق، تم نقل الأم إلى المستشفى بحالة صحية مستقرة، إلا أنها كانت في حالة صدمة كبيرة من فقدان أفراد عائلتها. وبينما يعاني باقي أفراد الأسرة من الحزن العميق، يتعين على العائلة التعامل مع هذا المصاب الجلل الذي ترك أثرًا عميقًا في حياتهم.

الدروس المستفادة والمخاطر المحتملة

تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على أهمية الوعي العام بأخطار الأجهزة الكهربائية، خاصة الشواحن التي قد تكون في بعض الأحيان غير آمنة إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح. من المهم أن يتم الاهتمام باختيار شواحن ذات جودة عالية، وعدم تركها موصولة بالكهرباء لفترات طويلة، وكذلك تجنب استخدام أجهزة كهربائية متهالكة أو قديمة.

كما أن الحادث يبرز الحاجة إلى تعزيز الثقافة الوقائية داخل المنازل من خلال توفير أدوات السلامة مثل أجهزة كشف الدخان وأسطوانات إطفاء الحريق. إضافة إلى أهمية تعليم أفراد الأسرة كيفية التصرف في حالات الطوارئ، وأهمية التأكد من أن كافة مخارج المنزل آمنة ومفتوحة في حال حدوث حريق.

 

إن الحادث الذي وقع في الأحساء هو تذكير مؤلم لنا جميعًا بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع الأجهزة الكهربائية داخل المنازل. وقد تسببت هذه المأساة في فقدان عائلة كاملة لمجموعة من أفرادها في لحظات، مما يعكس ضرورة وجود إجراءات وقائية للحد من مثل هذه الحوادث المدمرة. نسأل الله أن يرحم الضحايا وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يُعافِي الأم التي لا تزال تخضع للعلاج في المستشفى.

 

 

 

 

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق