أكدت دراسة تحليلية حديثة صادرة عن “معهد اقتصاديات العمل” الألماني، أعدها مجموعة من الخبراء الهولنديين، حول كيفية مساهمة السكان المهاجرين في هولندا في اقتصاد هذا البلد وحول الأعباء التي يشكلونها على دافعي الضرائب، أن التأثير المالي الصافي للسكان المهاجرين يختلف بشكل كبير حسب أسباب قدومهم إلى هولندا.

وأشارت الدراسة إلى أن “المهاجرين الذين يصلون من دول مثل السودان والمغرب وأفغانستان والعراق وسوريا، ومعظمهم من طالبي اللجوء، تبين أنهم يمثلون عبئا أكبر على دافعي الضرائب الهولنديين”، معتبرة أن “العمال المهاجرين الذين يصلون قبل سن الستين لديهم مساهمة صافية إيجابية في ميزانية الحكومة، تزيد عن 100 ألف يورو لكل مهاجر، عندما يصلون بين سن 20 و50 عاما”.

وسجلت الوثيقة ذاتها أن “أولئك الذين هاجروا إلى هولندا لأسباب عائلية أو تعليمية يقدمون مساهمات صافية سلبية بغض النظر عن عمرهم عند الوصول”، مؤكدة في الوقت نفسه أن “العبء الذي تفرضه بعض الفئات المهاجرة، خاصة القادمين من دول غير غربية، على دافعي الضرائب الهولنديين لا يعود إلى الإنفاق الحكومي على هذه الفئات؛ بل إلى انخفاض الضرائب والمساهمات في الضمان الاجتماعي”.

وبينت الدراسة أن “تكاليف الإدارة العامة للمهاجرين غير الغربيين مرتفعة نسبيا بسبب التكاليف التي تتحملها إدارة الهجرة والتجنيس والوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن “المهاجرين القادمين من الدول غير الغربية أقل استفادة من إعانات البطالة، كما أن الضريبة التي يؤدونها على الدخل منخفضة نسبيا بسبب انخفاض متوسط الدخل لديهم”.

من جهة أخرى، كشفت نتائج الدراسة أن “تأثير المهاجرين في هولندا المنحدرين من أصول غربية أقل بكثير من تأثير الهولنديين الأصليين أنفسهم، فهم يجلبون مكاسب لميزانية الدولة؛ بينما يُظهر المهاجرون من بعض المناطق في إفريقيا مساهمات صافية سلبية في هذا الصدد”، معتبرة في الوقت ذاته أن “التأثير المالي للمهاجرين في هولندا عموما صغير جدا، ولا يتجاوز نسبة 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.

وكشفت بيانات الدراسة ذاتها، استنادا إلى بيانات رسمية هولندية تعود إلى سنة 2016، أن أكثر من 22 في المائة من سكان هولندا لديهم خلفية مهاجرة، نصفهم ينحدرون من دول غربية والنصف الآخر من دول غير غربية؛ من ضمنهم أكثر من 385 ألف مغربي (168 ألفا من الجيل الأول و217 ألفا من الجيل الثاني).

وأكدت أن “الجيل الأول من المهاجرين الغربيين يتمتعون بتعليم جيد إلى حد ما، حيث إن نسبة الحاصلين على درجة الماجستير تساوي تقريبا نسبة الهولنديين الأصليين. أما مستويات تعليم المهاجرين غير الغربيين فهي أقل، حيث إن نسبة الحاصلين على درجات الماجستير والبكالوريوس في صفوفهم منخفضة كثيرا؛ بينما ترتفع نسبة الحاصلين منهم على تعليم ابتدائي، خاصة الذين ينحدرون منهم من المنطقة المغاربية وتركيا”.