علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر مطلع، بأن المشروع العلمي “كوست ويف”، الذي يستهدف إعلان مدينة الجديدة “آمنة من مخاطر تسونامي”، عاد لاستئناف مساره بعد “البلوكاج” الذي عرفه خلال الأشهر الماضية.
وذكر المصدر ذاته أن الفريق المغربي المشتغل على هذا الملف، والمكون من مؤسسات أكاديمية وتقنية، تمكن من استخراج صافرتي الإنذار المبكر اللتين ظلتا محجوزتيْن بمطار محمد الخامس الدولي بالنواصر وبحوزة الشركة المكلفة بالتخزين والتخلص الجمركي.
كما كشف مصدر هسبريس أن “توفير فريق هذا المشروع بالمغرب لضمانات لفائدة الشركة المكلفة بالتخزين والتخلص الجمركي، على أساس استكمال المسطرة الإدارية مستقبلا، مكن من التوصل بهاتين الآليتين المهمتين، باعتبارها بمثابة عِماد المرحلة الأخيرة في هذا المشروع العلمي”. ويتعلق الأمر أساسا باثنتين من صافرات الإنذار sirènes جرى استقدامُهما من ألمانيا بعدما تبرعت بهما منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ممثلة في اللجنة الدولية للمحيطات، والتي تعدّ الهيئة الأممية المسؤولة عن دعم علوم المحيطات عالميا.
وحسب ما أفاد به المصدر نفسه، فإنه قد جرت برمجة استئناف أشغال هذا المشروع العلمي، الذي ترعاه “اليونسكو” بشراكة مع مؤسسات مغربية، الأسبوع المقبل، حيث سيتم المرور نحو تركيب هذه الآليات بمدينة الجديدة من قبل شركة متخصصة تم تكليفها بذلك.
كما جرى، وفقا للمعطيات المتوفرة، إبلاغ الشركاء الأمميين بهذا التطور الجديد، في أفق قيامهم بزيارة إلى عاصمة دكالة من أجل تدشين هذا الورش وإعلانها مدينة آمنة من مخاطر تسونامي، كأول مدينة مغربية تستفيد من هذا المشروع الفريد من نوعه.
وكان هذا المشروع قد توقف بالمغرب خلال الأشهر الأخيرة، بفعل تعقد الإجراءات التي تخص سحب الآليات سالفة الإشارة من مطار محمد الخامس الدولي بالنواصر؛ وهو ما عمقه تمسك الشركة المكلفة بخدمات التخزين والتخليص الجمركي بأداء مستحقات تهم رسوم التخزين طيلة تلك المدة، والتي يصطلح عليها تقنيا frais d’entreposage”.
وكانت الشركة نفسها اشترطت على الفريق المغربي تأدية هذه الرسوم، التي تفوق 4 ملايين سنتيم، من أجل تحرير هذه الآليات؛ وهو ما وجدت رئاسة جامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة صعوبة بخصوصه، بالنظر إلى أن الاعتمادات المالية للجامعة لسنة 2024 لا تتيح خيارات صرف ميزانية من هذا النوع، مما كان سابقا موضوعا لمراسلة رسمية للشركة سالفة الإشارة، والتي تمسكت بالتوصل بمستحقاتها، قبل أن يتم توفير “ضمانات”.
وكانت اللجنة الدولية للعلوم والمحيطات قد استفسرت، في وقت سابق من شهر دجنبر الماضي، عن الأسباب الكامنة وراء تأخر الانتهاء من هذا المشروع بالمغرب، بعدما تم الانتهاء منه بمدينة الإسكندرية المصرية قبل أشهر.
واستفادت من هذا المشروع العلمي، الذي يحمل اسم “جاهزية تسونامي” أو “كوست ويف”، مدينتا الجديدة بالمغرب والإسكندرية بمصر لوحدهما بمنطقة شمال إفريقيا؛ في حين يعوّلُ على استفادة مدن مغربية أخرى من النسخ المقبلة منه.
وتشرف على هذا الورش اللجنة الدولية للمحيطات التابعة لـ”يونسكو”، بشراكة مع جامعة أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وهما المؤسستان اللتان سهرتا على تنفيذ مراحله الأساسية في وقت ساب؛، بما فيها إنشاء خرائط للمدينة وتركيب لافتات توضح “مسار النجدة من تسونامي”.
0 تعليق