أحياء كاملة تحولت إلى رماد.. ناجون من حرائق كاليفورنيا: “أشبه بنهاية العالم”

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

بدأ ناجون من حرائق الغابات التي دمرت أحياء كاملة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم منها في الأيام القليلة الماضية، لكن لم يجد كثيرون منهم سوى أبنية تحولت إلى رماد.

وذكرت السلطات الأمريكية إن حرائق الغابات واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب كاليفورنيا على مر تاريخها، أودت بحياة 11 أشخاص على الأقل منذ الجمعة وألحقت أضرارا كلية أو جزئية بأكثر من 10 آلاف مبنى.

وتُظهر صور جوية لبعض الأحياء ومنها باسيفيك باليساديس وألتادينا منازل محترقة بالكامل، وكأنها منطقة حرب.

ففي حي مكون من 60 منزلا دمرها الحريق في باليساديس، لم يجد ريك ماكجيج في مزرعته القريبة من متنزه ويل روجرز الحكومي سوى تمثال للسيدة مريم العذراء جلبه للمكان عندما انتقلوا إلى هناك في عام 1998، وفق “الحرة”.

ووصف ماكجيج (61 عاما) لرويترز نجاة التمثال بأنه "نعمة لا تصدق" في وقت عصيب، وقال إن 6 منازل فقط في حيه نجت من الحرائق، وإن "كل شيء آخر عبارة عن رماد وأنقاض".

وعلى الرغم من تراجع قوة الرياح الجمعة، يتواصل انتشار النيران في لوس أنجلوس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسة التي أوقعت ما لا يقل عن 11 قتيلا خارج السيطرة في هذه المدينة الكبيرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

وقال أورين ووترز لوكالة فرانس برس من أمام منزله المتفحم في مدينة ألتادينا شمال لوس أنجلوس: "هذا أشبه بنهاية العالم. هذا أمر لا يمكن تصوره".

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض إن المشهد "أشبه بساحة حرب وعمليات قصف".

وفي السياق، قال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد: “نشهد حاليا تراجعا طفيفا لقوة الرياح، وأشار إلى أن الرياح ستنحسر بشكل كبير مساء السبت. مع ذلك، فإن الظروف، مع الجفاف الشديد والرياح التي يُتوقع أن تعود لتشتد، لا تزال تثير القلق".

وفي أنحاء المدينة الكبيرة في كاليفورنيا، أخلى مئات الآلاف منازلهم، وإزاء عمليات النهب المتزايدة في المناطق المنكوبة أو التي تم إخلاؤها، فرضت السلطات الجمعة حظر تجول في باسيفيك باليسايدس وألتادينا يسري من الساعة 18،00 السادسة عصرا حتى السادسة صباحا، كما نُشرت وحدات عسكرية.

وقبل هذا القرار كان مواطنون قد عمدوا لتسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم، وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم: "لنكن واضحين، لن نسمح بعمليات النهب".

وأوضحت السلطات الأمريكية أنه قد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن، لتصل قيمة تقديرات الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.

ودعا حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الجمعة إلى إجراء "مراجعة مستقلة كاملة" لخدمات توزيع المياه في المدينة. وقد وصف نقص إمدادات المياه وفقدان الضغط في صنابير الإطفاء في اللحظات الأولى بأنه "مقلق جدا".

وقالت رئيسة الإطفاء كريستين كرولي، نقلا عن فرانس برس، إن فرق الإطفاء ما زالت تعاني نقصا في العديد والموارد والتمويل.

ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران.

وأثرت الحرائق في النشاط السينمائي في هوليوود، فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة فيما أغلق متنزه "يونيفرسال ستوديوز" الترفيهي في هوليوود.

وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 يناير بدلا من 17 منه فضلا عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يفترض أن تقام الأحد، كما أرجئت أحداث رياضية سيما مباراة كرة سلة لفريق لوس أنجلوس ليكرز.

الجدير بالذكر الرياح التي تهب راهنا معروفة باسم "سانتا آنا" وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا، لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، بحسب خبراء الأرصاد الجوية.

عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق