هل يجوز رد الهدية دون سبب شرعي؟ اكتشف حكم دار الإفتاء

the24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم رد الهدية دون سبب شرعي حيث ذكر السائل أنه أهدى صديقًا له بعض الهدايا ولكن الصديق رفض قبولها مما تسبب في حزن شديد للسائل. 

فهل يجوز شرعًا رفض الهدية دون سبب؟ وهل يتفق هذا مع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

حكم رد الهدية:

أجابت دار الإفتاء بأن الشرع الشريف حث على التهادي، حيث إنه يعزز المحبة ويزيد المودة بين الناس ويُذهب الضغائن، ويؤلف بين القلوب. 

وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحض على التهادي ويقبل الهدايا.

 واستشهدت بما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ».

وأوضحت دار الإفتاء أن جمهور العلماء يرون أن قبول الهدية أمر مستحب، مستشهدة بقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: «اختلف العلماء فيمن جاءه مال هل يجب قبوله أو يندب؟ على ثلاثة مذاهب: والصحيح المشهور الذي عليه الجمهور: أنه يستحب».

النهي عن رد الهدية:

وأشارت دار الإفتاء إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن رد الهدية إذا لم يكن هناك سبب يدعو لذلك. واستشهدت بما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ».

كما روت دار الإفتاء حديثًا آخر رواه الإمام أحمد في المسند عن خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ، وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ».

ونقلت دار الإفتاء عن الإمام ابن حبان في كتابه "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" قوله: «زجر النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وسلَّم في هذا الخبر عَن ترك قبول الهدايا بين المسلمين؛ فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها ثم يثيب عليها إذا قدر ويشكر عنها وإنَّي لأستحب للناس بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة».

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق