السودان يعلق مشاركته في نظام مراقبة الجوع العالمي: أزمة غذائية تهدد حياة الملايين

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أعلنت الحكومة السودانية تعليق مشاركتها في النظام العالمي لرصد ومراقبة الجوع، احتجاجًا على تقرير أظهر انتشار المجاعة في أنحاء واسعة من البلاد. التقرير، الذي صدر عن نظام يضم أكثر من 19 منظمة دولية، وصف الوضع الغذائي في السودان بأنه "حرج"، مما أثار غضب السلطات السودانية التي وصفت التقرير بأنه يمس السيادة الوطنية.

وأكد وزير الزراعة السوداني في رسالة رسمية يوم الاثنين، أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أصدر "تقارير غير موثوقة تقوض كرامة السودان"، بينما تعاني البلاد من أزمة غذائية هي الأسوأ في تاريخها الحديث.

26 مليون سوداني يواجهون خطر الجوع

وفقًا للأمم المتحدة، يواجه أكثر من 26 مليون سوداني خطر الجوع الشديد، وهو ما يمثل نحو 40% من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شرق إفريقيا، حيث يبلغ العدد الإجمالي 63 مليون شخص. الأزمة مدفوعة بالصراع المسلح الذي اندلع في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

تظهر الإحصائيات أن إنتاج الحبوب في السودان انخفض بشكل حاد، من 8 ملايين طن متري في 2022 إلى 4.1 مليون طن متري في نهاية 2023، ومن المتوقع أن يتراجع إلى 3.3 مليون طن متري في 2024 بسبب فرار المزارعين من مناطق القتال.

تداعيات تعليق المشاركة الدولية على جهود الإغاثة

أبدت منظمات الإغاثة الدولية مخاوفها من تأثير قرار الحكومة السودانية تعليق المشاركة في نظام مراقبة الجوع العالمي. وقال مدير إحدى المنظمات الإنسانية: "الانسحاب لن يغير من الواقع المأساوي على الأرض، لكنه سيحرم المجتمع الدولي من بيانات أساسية لمواجهة الأزمة".
 

ويعتمد النظام العالمي لرصد الجوع على تقديم بيانات دقيقة حول الأوضاع الغذائية، لتسهيل عمليات الإغاثة والتخطيط للاستجابة السريعة للأزمات. وبدون هذه البيانات، ستصبح الجهود الدولية أقل فعالية، مما يفاقم معاناة ملايين السودانيين.

تأثير الأزمة الغذائية على حياة المواطنين

تضطر العائلات السودانية في مناطق الصراع إلى اللجوء إلى تدابير قاسية للبقاء على قيد الحياة، مثل تناول وجبة واحدة يوميًا أو الاعتماد على وجبات عديمة القيمة الغذائية. ومع توقف 90% من المطابخ الخيرية التي كانت تقدم وجبات للنازحين، يواجه السودانيون معاناة متزايدة بسبب ارتفاع أسعار السلع ونقص التمويل.

السودان في صدارة الاحتياج الإنساني عالميًا

بحسب الإحصاءات الدولية، يمثل السودانيون 10% من إجمالي الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية حول العالم، والذين يبلغ عددهم نحو 305 ملايين شخص. الأزمة الغذائية في السودان تُعد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية الحالية، وتستلزم استجابة دولية عاجلة لتجنب كارثة أكبر.

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق