تسارعت وتيرة استهلاك الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي (2023)، بدعم من جهود الحكومات في مسار خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وعلى الرغم من إسهام الكهرباء المولّدة من مصادر متجددة بنسبة 25% في إجمالي الطاقة المستعمَلة بدول التكتل؛ فإنها لا تزال غير كافية لتحقيق المستهدفات المحددة بحلول عام 2030، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويستهدف الاتحاد الأوروبي الوصول بنسبة الكهرباء المتجددة إلى 42.5% من مزيج الطاقة الوطني بحلول نهاية العقد الحالي؛ ما يتطلب رفع معدلات نشر مصادر المصادر المتجددة بأعلى من الضعف، وإحداث تحول عميق في نظام الطاقة الأوروبي.

في المقابل تباطأت وتيرة استعمال الكهرباء المولدة بمصادر الوقود الأحفوري بنسبة 3.3% داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، تاثرًا بانخفاض استعمال الفحم في إمدادات الطاقة.

نمو الكهرباء المتجددة

لم يكفِ النمو المتحقق في استهلاك الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي لتحقيق مستهدفات عام 2030؛ فعلى الرغم من أن الكهرباء النظيفة مثّلت 24.5% من إجمالي الطاقة المُستعملة في دول التكتل في العام الماضي (2023)؛ فإنها لا تزال بعيدة عن المستوى المستهدف تنفيذه بحلول عام 2030.

وتبرز إسبانيا البلد الوحيد بين أكبر 4 اقتصادات في الاتحاد الأوروبي تجاوزت متوسط معدل استهلاك الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي خلال المدة المذكورة.

قائمة الدول الـ10 الأعلى استهلاكًا

من بين دول القارة العجوز، حلّت السويد في المركز الأول في قائمة الدول الأعلى في استهلاك الكهرباء المتجددة بالاتحاد الأوروبي بنسبة 66.4%.

واستغلّ البلد الإسكندنافي موارد رئيسة متاحة لديها في توليد الكهرباء النظيفة مثل الوقود الحيوي الصلب والطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح.

وجاءت فنلندا في المركز الثاني بالقائمة في استهلاك الكهرباء الخضراء بنسبة 50.7%، تليها ألبانيا في المركز الثالث (46.6%)، ثم الدنمارك في المركز الرابع (44.9%).

وشملت قائمة البلدان الـ10 الأعلى في استعمال الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي لاتفيا التي حلت في المركز الخامس، بنسبة 43.2%، تلتها مونتينغرو (جهورية الجبل الأسود) وإستونيا اللتين تقاسمتا المركز السادس بنسبة 40.9% لكل منهما.

وجاءت النمسا في المركز السابع بالقائمة بنسبة 40.8%، ثم البرتغال في المركز الثامن بنسبة 35.2%، وليتوانيا في المركز التاسع (31.9%)، وأخيرًا في المركز العاشر حلّت كرواتيا بنسبة 28%.

قائمة الدول الـ10 الأقل استهلاكًا

في قائمة الدول الـ10 الأقل في استهلاك الكهرباء المتجددة بالاتحاد الأوروبي –مرتبة من الأدنى إلى الأعلى- تذيلت لوكسمبورغ الترتيب بعد أن حلت في المرتبة الـ32 بنسبة 11.6%، بعد كل من بلجيكا التي جاءت في المرتبة الـ31 بواقع 14.7%.

وفي المرتبة الـ30 ظهرت مالطا، وهي البلد المطل على البحر المتوسط بنسبة 15.1%، بعد أيرلندا التي احتفظت لنفسها بالمركز الـ29 بواقع 15.2%، وبولندا في المركز الـ28 بنسبة 16.5%، وكذلك سلوفاكيا التي حلت في المركز الـ27 بنسبة 17%.

كما ضمّت قائمة الدول الـ10 الأقل في استعمال الكهرباء المتجددة داخل التكتل هولندا التي ظهرت في المركز الـ26 بواقع 17.1%، بعد المجر صاحبة المركز الـ25 بنسبة 17.4%، وجمهورية التشيك التي جاءت في المركز الـ24 بنسبة استهلاك وصلت 18.6%.

وفي المراكز الـ3 من الـ23 إلى الـ21 جاءت إيطاليا (19.6%) وجورجيا (19.8%)، ومقدونيا (20.2%) على الترتيب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

البلدان الأسرع نموًا في استهلاك الكهرباء المتجددة

تُعد مالطا أحد البلدان الأوروبية القلائل التي أظهرت نموًا سريًعا في استهلاك الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي بأكثر من 10% خلال العقد الماضي.

لكن تبرز الدنمارك الدولة الأسرع نموًا على الإطلاق بنسبة 15.61%، تليها السويد (15.24)، وإستونيا (14.82)، وألبانيا (14.77%)، وقبرص (11.07%)، والبوسنة والهرسك (11.69%).

في المقابل شملت قائمة الدول الأقل نموًا في استهلاك الكهرباء المتجددة في الاتحاد الأوروبي كرواتيا (0.23%)، ورومانيا (0.92%)، ومقدونيا (0.65%).

كما تراجع النمو في استهلاك الكهرباء المولدة من مصادر متجددة في دول كوسوفا بنسبة 0.76%، ومولدوفا بنسبة 2.17%، ومونتينيغرو بنسبة 3.13%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

أهداف 2030

أظهرت نتائج الدراسة أن نمو استهلاك الكهرباء الخضراء في بلدان الاتحاد الأوروبي في العام الماضي (2023)، ارتفع بنسبة 7%، مقارنةً بعقد سابق، غير أنها لا تزال أقل بنسبة 42.5% عن المستوى المستهدف بحلول عام 2030.

ويستلزم المستهدف تحقيق نمو سنوي بنسبة 2.6%، في حين لامس متوسط النمو السنوي خلال العقد الماضي 0.79% فقط.

وتستهدف دول الاتحاد الأوروبي تحقيق الحياد الكربوني بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، وهو ما دفعها إلى التعهد بتقليص مستويات الانبعاثات بنسبة 55% على الأقل بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، قياسًا بمستويات عام 1990.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: