يمثّل قطاع السيارات الكهربائية إحدى الدعائم الأساسية في خطة تحول الطاقة، لا سيما في ظل الإسهامات الضخمة لقطاع النقل في الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي هذا الإطار، نظّمت منصة سولارابيك ندوة بعنوان "تمكين التنقل المستدام: استكشاف مستقبل السيارات الكهربائية" لتسليط الضوء على السوق الحالية للنقل النظيف، وتوقعات النمو المستقبلية على مستوى العالم، مع التركيز على منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي.
تحدّث المشاركون في الندوة عن أبرز الحوافز الحكومية والتحديات التي تواجه هذا القطاع، واقترحوا بعض الحلول لتحفيز التوسع في النقل المستدام.
واتفق المشاركون -في الندوة التي حضرتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) عبر خاصية التواصل المرئي- على أن قطاع النقل النظيف سيشهد طفرة كبيرة خلال العقد المقبل.
خفض الانبعاثات الكربونية
توقّع الرئيس التنفيذي لشركة كاتك لأنظمة شحن المركبات الكهربائية المهندس رامي أبوحية أن تتخطى المركبات التجارية الكهربائية في العالم نسبة الـ50% بحلول عام 2030.
وأوضح أن قطاع النقل مسؤول عن نحو 27% من إجمالي انبعاثات الغازات الدفيئة، مشيرًا إلى أن النقل البري يمثّل الحصة الكبرى، إذ ينتج نحو 78% من الانبعاثات الكربونية.
ولفت إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد زادت في قطاع النقل البري فيما بين عامي 2000 و2021 إلى 38%.
وأشار أبوحية إلى أنه لتحقيق هدف الحياد الكربوني لا بد من خفض الانبعاثات في قطاع النقل البري بنحو 30%، لتصل إلى 4.1 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030.
تبنّي أهداف طموحة
أوضح أبوحية أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، قد وضعت أهدافًا طموحة لزيادة انتشار المركبات الكهربائية في إطار خططها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عامي 2050 و2060.
وقدّم أبوحية عددًا من التوصيات إلى الدول للتحول إلى أسطول كهربائي من خلال 4 خطوات، هي:
1- اختيار المركبات الكهربائية: بعد النظر في الأنواع المختلفة للسيارات والشاحنات والحافلات، وتقييم المدى الكهربائي، وكفاءة البطاريات.
2- تقييم الجدوى الاقتصادية: بحساب التكلفة الإجمالية للملكية لمعرفة جدوى الاستثمار في المركبات الكهربائية.
3- تخطيط البنية التحتية للشحن: من خلال تحديد مواقع الشحن في المستودعات وعلى الطرق العامة، واختيار أنواع الشواحن.
4- تدريب الموظفين على تشغيل وصيانة المركبات الكهربائية، وتحسين الكفاءة التشغيلية للأسطول.
تقييم بطاريات السيارات الكهربائية
أشار المهندس رامي أبوحية إلى أنه لا بد من تقييم بطاريات السيارات الكهربائية بناءً على عدّة عوامل، أبرزها السعة الإجمالية والكفاءة الحرارية ومعدل التفريغ والكفاءة خلال الشحن والتفريغ وعمر الدورة والمقاومة الداخلية، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل وقت الشحن وكفاءة الطاقة وتقارير المصنع والمعايير القياسية.
وحول البنية التحتية المناسبة لبناء محطات الشحن الكهربائي، أكد أبوحية ضرورة اختيار الموقع والتخطيط الجغرافي وضمان استقرار الشبكة الكهربائية ودراسة تكاليف التشغيل لتحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة.
كما أوصى بضرورة اختيار أنواع الشواحن الكهربائية وسعة الشحن ودراسة معايير الأمان والسلامة وسهولة استعمال التقنيات الحديثة.
دراسة الجدوى الاقتصادية
أكد الخبير في أنظمة شحن السيارات الكهربائية ضرورة عمل دراسة جدوى اقتصادية للأسطول الكهربائي قبل تنفيذه على عدّة مراحل، وهي:
1- تحليل التكاليف الأولية لشراء المركبات الكهربائية وتكلفة تركيب البنية التحتية للشحن.
2- تقدير التوفير بالتكاليف من خلال تقليل ثمن الوقود وتخفيض تكاليف الصيانة.
3- تحليل السيناريوهات وتقييم تأثير زيادة أسعار الوقود أو دعم الطاقة المتجددة على الجدوى.
4- احتساب العائد على الاستثمار من خلال مقارنة التكاليف الأولية مع قيمة التوفير التراكمية خلال مدة تتراوح ما بين 5 و8 أعوام.
من جانبه، أكد نائب الرئيس لحلول القطاع التجاري والصناعي لجنوب وغرب أوروبا والشرق الأوسط، بشركة أس أم أيه (SMA)، المهندس معتصم البيطار، أن مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة التخزين ستكون بمثابة العمود الفقري لإمدادات الطاقة في المستقبل.
تأمين إمدادات الطاقة
أشار البيطار إلى أن التوسع في السيارات الكهربائية يتطلب تأمين إمدادات سلسلة وموثوقة للطاقة وضمان استقرار شبكات الكهرباء.
وتوقَّع أن يشهد قطاع النقل الكهربائي قفزة كبيرة خلال العقد المقبل، في ظل نجاحه بتحقيق الجدوى الاقتصادية المطلوبة، والحوافز التي تقدّمها الحكومات للتوسع في المركبات الكهربائية، في إطار تنفيذ تعهداتها المناخية.
من جهته، أوضح مستشار البنية التحتية للتنقل الكهربائي المهندس الوليد الرياني أن التوسع في السيارات الكهربائية يتطلب تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية.
وأضاف أن هذا الاتجاه يعمل على خفض غازات الاحتباس الحراري، ويزيد من التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، لمواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء لتغذية هذا النوع من المركبات.
إلّا أنه حذّر من أن انتشار وسائل النقل النظيف سيزيد من حدّة الطلب على الكهرباء، ولا سيما خلال أوقات الذروة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق