خطت شركة ريو تينتو الأنغلو أسترالية المتخصصة في مجال التعدين خطوة مهمة نحو تشغيل منجم الليمينيت كيوم إم إم (QMM) في مدغشقر بالكهرباء النظيفة المولّدة من مشروع محطة شمس ورياح هجينة.
وتنفّذ شركة التعدين خطط التشغيل المستدام للمنجم الكائن في منطقة فورت دوفين على الساحل الجنوب الشرقي لمدغشقر عبر شراكتها أسستها مع شركة كروس باوندري إنرجي (CrossBoundary Energy) لبناء وتشغيل المحطة الهجينة.
ويتوافق المشروع مع رؤية الحكومة بشأن إزالة الكربون من قطاع التعدين في مدغشقر عبر استعمال الكهرباء النظيفة، ضمن خطة أوسع لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
وتضع تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) حجم الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استعمال الكهرباء في التعدين عند نحو 1% من إجمالي غازات الاحتباس الحراري عالميًا.
محطة طاقة شمسية
تتألف المرحلة الأولى من محطة الطاقة الشمسية "إيهالا سولار بارك" التي افتُتحت في شهر أبريل/نيسان (2024)، من 14 ألفًا و759 لوحًا شمسيًا بسعة إجمالية تلامس 8 ميغاواط.
أما المرحلة الثانية من المحطة فتشتمل على توسعة المحطة الشمسية البالغة سعتها 6 ميغاواط إلى جانب بناء محطة رياح تتألف من 19 توربينًا بسعة إجمالية تصل إلى 16 ميغاواط.
وفي عام 2021 أبرمت ريو تينتو اتفاقية شراء الكهرباء مع كروس باوندري إنرجي، لشراء الكهرباء المنتجة من المحطة الهجينة، وتصل مدة اتفاقية شراء الكهرباء إلى 20 عامًا.
ويضم المشروع نظام تخزين كهرباء من خلال بطارية ليثيوم أيون سعة 8.25 ميغاواط لضمان إمدادات مستقرة وموثوقة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
خفض الانبعاثات الكربونية
يُعد التحول إلى الطاقة المتجددة جزءًا من الجهود المبذولة بوساطة "ريو تينتو كيو إم إم" لبناء منجم مستدام عبر تبني ممارسات مسؤولة مثل خفض الانبعاثات الكربونية، وإدارة النفايات والمياه بطريقة مسؤولة، واستعادة البيئة المحلية.
وشركة "ريو تينتو كيو إم إم" هي مشروع مشترك بين ريو تينتو التي تمتلك فيها حصة نسبتها 80%، وحكومة مدغشقر التي تستحوذ على النسبة المتبقية (20%).
وتنتج الشركة كذلك مادة مستعملة لتصنيع بلاط السيراميك والأجهزة الإلكترونية ومعدن المونازيت وهو أحد المعادن الأرضية النادرة، المستعمَل في تصنيع تقنيات الطاقة المتجددة، مثل المغناطيسات الدائمة التي تتسم بدرجة متانة عالية وتدخل في تصنيع توربينات الرياح والسيارات الكهربائية.
ووفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، استأثر الوقود الحيوي بنصيب الأسد في مزيج الكهرباء في مدغشقر بنسبة 85%، في عام 2019، بينما شكلت المنتجات النفطية 11%، وذهبت النسبة المتبقية من توليد الكهرباء إلى الطاقة الكهرومائية.
منجم مستدام
تُعد محطة الطاقة الشمسية في مدغشقر خُطوة بالغة الأهمية نحو تحقيق رؤية المنجم المستدام من قِبل شركة "ريو تينتو كيو إم إم"، مع إتاحة مجموعة من الفوائد الأخرى مثل توفير فرص العمل وتطوير المهارات للمجتمع المحلي.
وقالت المديرة الإدارية لشركة كي إم إم QMM إيزابيل وابيتي: " يتوافق هذا المشروع مع رؤية التعدين المستدام التي تتبناها شركتنا، كما أنه يُظهر التزام الشركة بتحقيق أهداف شركة ريو تينتو في مجال إزالة الكربون"، وفق تصريحات سابقة أطلقتها في شهر أبريل/نيسان الماضي، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأضافت وابيتي: "ولا تستهدف تلك المبادرة تحقيق المساهمة فحسب، بل هي تُعد كذلك بمثابة إدراك مباشر للدور الذي يتعين علينا أن نؤديه في مواجهة تغير المناخ في مدغشقر".
مكافحة تغير المناخ
قال كبير المسؤولين الفنيين في شركة "كروس باوندري إنرجي" ريتشارد ستانفورد: "نشعر بسعادة غامرة لتمويل وتملك وتشغيل هذا المشروع المهم، الذي أثبتت دوره الحاسم في مكافحة تغير المناخ".
وأضاف ستانفورد: "شراكتنا مع ريو تينتو، وحكومة مدغشقر، هي شراكة مثالية، ويسعدنا أن نلاحظ التطور الأخير في مجال الطاقات المتجددة في فورت دوفين ومدغشقر".
وأتم: "تظل كروس باوندري شريكًا منفتحًا وملتزمًا بتقديم حلول الطاقة المتجددة لعملائنا"، وفق تصريحات سابقة تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وسبق أن علق رئيس مدغشقر أندريه راجولينا، على جهود بلاده في مكافحة المناخ قائلًا: "تطمح مدغشقر إلى أن تكون نموذجًا للصمود في مواجهة تحديات المناخ، ولا سيما في القطاع الصناعي".
وأضاف راجولينا: "تدرك الحكومة الأهمية البالغة للتقنيات النظيفة التي تسهم في الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ، ونحن ملتزمون بأن نتبوّأ موقع الريادة في هذا التحول، ولدينا تصميم على حماية بلدنا وتقديم مستقبل مستدام لمواطنينا".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق