وفي هذا السياق، أكد الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، على ضرورة الالتزام الكامل بكافة الضوابط والتعليمات المنظمة لسير أعمال الامتحانات داخل اللجان، مشددًا على منع دخول الطلاب بأي أجهزة إلكترونية مثل الهواتف المحمولة أو السماعات أو غيرها من الوسائل التي قد تُستخدم في الغش، مع التأكيد على عدم التهاون أو التراخي في التصدي لأي محاولة للإخلال بسير الامتحانات أو الإضرار بمصداقية العملية التعليمية.

ووجه المحافظ، خلال الاجتماع الموسع الذي عقده مع القيادات التنفيذية والتعليمية بالمحافظة، بتكثيف التواجد الأمني أمام جميع مقار اللجان ومنع تكدس أولياء الأمور بمحيطها، حفاظًا على الانضباط وتوفير الأجواء الهادئة والمستقرة للطلاب، وتيسير أعمال المراقبة والتأمين.

حضر الاجتماع كل من هاني عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، والدكتور وائل النجمي، مدير عام التعليم العام، و سومية عبد الفتاح، مدير عام الشئون التنفيذية بالمديرية، و أشرف سعد، مدير مركز التطوير التكنولوجي بالمديرية، إلى جانب رؤساء المدن ومديري الإدارات التعليمية التسع بالمحافظة.

وشدد المحافظ على ضرورة توفير بيئة آمنة ومهيأة داخل مقار اللجان، من حيث كفاءة الإضاءة ووسائل التهوية، وتوفير المراوح والمبردات، بما يضمن أداء الطلاب للامتحانات في أجواء مناسبة تساعدهم على التركيز والانضباط النفسي.

وأوضح المحافظ أن التعليم يمثل أحد أعمدة بناء الإنسان، وأن أي مظاهر غش تُعد تهديدًا مباشرًا لمستقبل أبنائنا وللمنظومة التعليمية برمتها، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف كافة الجهود الرسمية والشعبية لإنجاح موسم الامتحانات.

ووجه المحافظ بسرعة الانتهاء من أعمال النظافة داخل مقار اللجان، والتأكد من سلامة المقاعد والأثاث المدرسي، ومراجعة كل التفاصيل الفنية والإدارية لضمان الجاهزية الكاملة، كما شدد على أهمية التنسيق الكامل بين مديرية التربية والتعليم ومديرية الأمن لتأمين نقل صناديق الأسئلة والإجابات من مركز التوزيع إلى اللجان، وتأمين محيط اللجان ومنع تجمعات أولياء الأمور، بما يضمن تهيئة الأجواء المناسبة للطلاب.

وخلال الاجتماع، استعرض هاني عنتر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، خطة المديرية لتنظيم امتحانات الثانوية العامة، موضحًا أن هناك تنسيقًا كاملاً بين جميع الجهات المعنية بالمحافظة لضمان تنفيذ الامتحانات بشكل مشرف ومنضبط.

وأشار إلى أنه تم تجهيز 51 لجنة امتحانية على مستوى المحافظة، من بينها لجنة مخصصة لطلاب مدارس النور للمكفوفين، وأخرى لمدرسة المتفوقين (STEM)، بإجمالي 18,026 طالبًا وطالبة، منهم 16,219 بالنظام الحديث، و1,807 بالنظام القديم.

وأكد وكيل الوزارة أنه تم تجهيز استراحات المراقبين والملاحظين بجميع المستلزمات التي تضمن راحتهم طوال فترة الامتحانات، مع إصدار قرار بإيقاف الإجازات لجميع المعلمين والعاملين بالمديرية خلال فترة انعقاد الامتحانات.

وفي سياق متصل، عقد وكيل الوزارة هاني عنتر الصابر، اجتماعًا موسعًا بقاعة الاجتماعات الكبرى بديوان المديرية، بحضور الدكتور وائل النجمي، مدير عام التعليم العام ورئيس مركز توزيع الأسئلة، و أحمد سليمان، مدير إدارة التعليم الثانوي، وأعضاء اللجنة الثلاثية، وذلك لتحديد المهام بدقة وتعريف أعضاء المركز بضوابط العمل الخاصة بالتأمين والمحافظة على أوراق الأسئلة الاحتياطية والمرتدة، وضمان انتظام أعمال التوزيع في هدوء ونزاهة تامة.

وشدد "عنتر" على أهمية التحلي باليقظة والانضباط الكامل، والالتزام بمواعيد التحرك المحددة قانونًا، وعدم السماح باستخدام أوراق إضافية إلا بعد الرجوع إلى مركز التوزيع وتحرير المحضر اللازم من قبل الملاحظين ومراقب الدور، مع الالتزام الكامل بحصر الغياب في المواعيد المقررة.

وأشار إلى أن مندوب مركز التوزيع يمثل خط الدفاع الأول للوزارة في مواجهة أي محاولة لتسريب الأسئلة، مشددًا على أهمية التحرك المبكر لضمان وصول أوراق الأسئلة في الوقت المحدد قانونًا، وفقًا لتوجيهات محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، والتي أعلنها خالد عبد الحكم، المشرف العام على امتحانات الثانوية العامة.

واختتم وكيل الوزارة الاجتماع بالإجابة على تساؤلات واستفسارات أعضاء مركز التوزيع، مؤكدًا أن هذا العمل الوطني يجب أن يُؤدى بإخلاص من منطلق الواجب الديني والقيم الأخلاقية والوطنية، للمساهمة في حماية المجتمع من آفة الغش، والتصدي لمن يروّج له أو يدافع عنه.

كما عقد وكيل وزارة التعليم اجتماعًا آخر مع سعيد حسن، رئيس مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالمديرية، بحضور الدكتور سيد مرزوق، موجه عام التربية الاجتماعية، وأعضاء المجلس من رؤساء مجالس أمناء الإدارات التعليمية المختلفة.

وأشاد وكيل الوزارة بدور مجالس الأمناء في دعم العملية التعليمية والتوعية بخطورة الغش، وحرصهم على إمداد المدارس المخصصة للجان الثانوية العامة بكل ما تحتاجه من مصادر تهوية، وإنارة، ومياه، بما يسهم في راحة الطلاب والمعلمين المكلفين بالعمل داخل اللجان.

من جانبه، أعرب رئيس مجلس أمناء المحافظة، عن تقديره لجهود مديرية التعليم خلال العام الدراسي، مؤكدًا على استعداد أعضاء المجالس للتعاون الكامل في مواجهة الشائعات، ومنع التكدس، والتأكيد على عدم اصطحاب الهواتف المحمولة داخل اللجان، والتنسيق مع غرف العمليات، واتحاد الطلاب، ونقابة المعلمين، للتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ أو معوق لسير العملية الامتحانية.

وفي سياق ميداني، أجرى هاني عنتر، وكيل وزارة التعليم، اليوم، جولة مفاجئة على عدد من المدارس لمتابعة التجهيزات النهائية للامتحانات، وأسفرت الجولة عن رصد عدد من المخالفات الجسيمة داخل إحدى المدارس، شملت غلق بعض الحجرات، ورفع صنابير المياه من دورات المياه، وغياب وسائل التهوية داخل اللجان، وتهالك بعض المقاعد دون توفير بدائل مناسبة، رغم أن المدرسة تستضيف حاليًا امتحانات الدبلومات الفنية، وستكون مقرًا للجان الثانوية العامة.

وعلى خلفية هذه المخالفات، قرر وكيل الوزارة استبعاد مدير المدرسة وإحالته إلى الشؤون القانونية للتحقيق الفوري، مؤكدًا أن أي شكل من أشكال الإهمال أو التقصير في تجهيز اللجان أو الإعداد للامتحانات سيُقابل بإجراءات فورية حاسمة، حفاظًا على انتظام وسلامة العملية الامتحانية، وضمان عدم تعريض مستقبل الطلاب لأي خطر.

وشدد "عنتر" في ختام جولته على أن مديرية التربية والتعليم بقنا لن تتهاون مع أي تهاون أو إخلال، وأن المرحلة تتطلب أقصى درجات الانضباط والعمل بروح الفريق لحماية الطلاب وضمان امتحانات نزيهة ومنظمة تعبّر عن مصداقية الدولة ومؤسساتها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل