تقدم الأشغال يعيد الحياة إلى قرى شيشاوة المتضررة من زلزال الأطلس الكبير

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد أن فتك زلزال 8 شتنبر بسكان الأطلس الكبير قاتلا أحبتهم، ومدمرا منازلهم، ومعطلا سبل الرزق وحياتهم المتسمة أصلا بتحديات معقدة، تعود مؤشرات الحياة إلى مداشر المناطق المتضررة بإقليم شيشاوة، التي واجهت الوضع الحالي بقدر مذهل من القدرة على الصمود، بفضل الانخراط المبكر للجنة اليقظة الإقليمية من أجل إعادة تأهيل الطرق المتضررة وإعادة الإعمار وفتح المدارس وإصلاح قنوات السقي.

وخلال زيارة قامت بها الجريدة الإلكترونية هسبريس لجماعتي أسيف المال وأداسيل، يمكن ملاحظة عودة الحياة بشكل متدرج.

بخصوص ذلك قال أورايس الهاشمي، رئيس قسم التجهيز بعمالة إقليم شيشاوة، في تصريح صحافي، “تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، عملت السلطات الإقليمية، بتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، على تحسين ظروف السير والتنقل وتعزيز البنية التحتية الطرقية، مما ساعد على تلبية احتياجات السكان الذين عادوا إلى أنشطتهم الزراعية”.

وأضاف “اتخذت السلطات الإقليمية تدابير استعجالية لتسريع إعادة تأهيل الطرق المتضررة بشدة بسبب الزلزال في 32 جماعة، منها 7 جماعات جبلية، وبناء طرق جديدة لكون شبكة الطرق تعد شريان حياة السكان اليومية”.

وعلى مشارف دوار أداسيل، أشار الهاشمي إلى أن “حوالي 400 أسرة من هذا المدشر تمكنت من العودة إلى مساكن بينت بجودة عالية، من 7802 مسكن متضرر بشكل جزئي أو كلي. وعلى مستوى قطاع التعليم هناك 51 مؤسسة تعليمية، من أصل 593 وحدة تعليمية متضررة، جاهزة لاستقبال التلاميذ خلال الدخول المدرسي الحالي. وفيما يخص البنايات الصحية التي تضررت (50)، انتهت الأشغال في 18 مستوصفا، و22 في طور الإنجاز، و9 في مرحلة عروض الأثمان المفتوح، وواحد قيد الدراسة”.

وبالنسبة للمجال الفلاحي، الذي يعد عصب الحياة ومصدر عيش سكان هذه القرى الجبلية، أكد الهاشمي “تحسين قنوات السقي، فحوالي 27 كيلومترا أنجزت على مستوى 7 جماعات”، مشيرا إلى أن هناك “استثمارا مهما خصص لبرنامج تطوير البنية التحتية الطرقية، ففي جماعة إميندونيت، التي تقع بالأطلس الكبير على ارتفاع 1400 متر تقريبا، بلغ الاستثمار أكثر من 400 ألف مليون درهم لإنجاز 4 محاور طرقية، واحد أنجز قبل الزلزال، وثلاثة تجرى أشغالها حاليا، وقد بلغت مستوى متقدما بفضل تسارع وتيرة العمل بعد الزلزال”.

أما جماعة آيت حدو يوسف فقد رصد لها غلاف مالي مهم لإعادة تأهيلها وفك العزلة عن العديد من دواويرها، بانطلاق أشغال إنجاز 17 كيلومترا حاليا بمبلغ مالي يناهز 28 ميلون درهم، بلغت ما بين 60 و70 بالمائة. كما ستستفيد من غلاف مالي يقدر بحوالي 12 مليون و500 درهم. كل هذا تحقق رغم الصعوبات والإكراهات من قبيل قلة اليد العاملة المحترفة، وتوفير مواد البناء، التي خصصت لها عدة نقاط، وفتح بعض الطرقات.. ورغم ذلك فقد نجحت مجهودات لجنة اليقظة، برئاسة عامل الإقليم، في تجاوزها”.

وبدوار أداسيل بدائرة مجاط، أعرب حميد بن أدروس، أحد سكان الدوار، “عن رضاه عن عودة الحياة بالتدريج، بعد تدخل وزارة الفلاحة، التي وفرت الأعلاف للفلاحين، وعوضت من فقدوا بهائمهم ببهائم أخرى، مما ساعد على عودة الحياة والأمل بالنسبة للفلاحين، الذين يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة والرعي.

وبخصوص إعادة الإعمار، قال مصطفى خياط إن “الخيام بدأت تندثر رويدا رويدا، فنسبة كبيرة من السكان تقطن منازلها الجديدة، التي بينت وفق قواعد هندسية تحترم ثقافة المنطقة، وأخرى تستعد، ومجموعة ثانية في طور البناء”.

يشار إلى أن الدواوير التي تضررت بإقليم شيشاوة توجد في بؤرة الزلزال لأنها معلقة في مناطق وعرة بجبال الأطلس الكبير، مما فرض تحديا كبيرا تمثل في شق الطرق، وتجنيد كل الإمكانيات، وتضافر جهود الجميع من مسؤولين ومقاولات مواطنة ومجتمع مدني، مما مكن من مواصلة تأهيل شبكة الطرق والسواقي، وإعادة الإعمار وإصلاح مؤسسات التعليم والصحة.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق