أعلنت السلطات الأمنية الإسرائيلية، إلقاء القبض على شخص إسرائيلي، للاشتباه بتورطه في مخطط اغتيال تدعي إسرائيل أنه “مدعوم من إيران”.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الأمنية والاستخباراتية في المنطقة، وقالت الأجهزة الأمنية إن المشتبه حضر اجتماعين على الأقل في إيران لمناقشة إمكانية تنفيذ اغتيالات لشخصيات إسرائيلية، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس جهاز الشين بيت.

مخطط اغتيال مدعوم من إيران

بحسب البيان الرسمي، فإن الاستخبارات الإيرانية جندت هذا المواطن الإسرائيلي، وهرّبته مرتين إلى إيران، حيث تلقى مبالغ مالية مقابل تنفيذ مهام تستهدف شخصيات بارزة في إسرائيل. وأشار البيان إلى أن وزير الدفاع يوآف جالانت ومسؤولين إسرائيليين آخرين كانوا من بين المستهدفين في هذا المخطط.

وأضاف بيان مشترك صادر عن جهاز الشين بيت والشرطة الإسرائيلية أن عملية الاعتقال تمت الشهر الماضي، مسلطًا الضوء على الحرب الاستخباراتية المستمرة بالتوازي مع تصاعد التوترات على الحدود الإسرائيلية مع جنوب لبنان.

تجنيد الاستخبارات الإيرانية لمواطن إسرائيلي

المشتبه به يدعى، موتي مامان، البالغ من العمر 73 عامًا، تورط في تنفيذ مهام أمنية لصالح إيران خلال وجوده هناك، وتضمنت هذه المهام نقل “أموال أو مسدس”، وتصوير “أماكن مزدحمة مختلفة”، وتهديد إسرائيليين سبق أن تم تجنيدهم لصالح إيران لإجبارهم على الامتثال للأوامر.

ووفقًا للمعلومات الأولية الواردة من وسائل الإعلام المحلية، فإن مامان ينحدر من مدينة عسقلان التي تبعد 65 كيلومترًا غرب القدس، وهو رجل أعمال عاش لفترات طويلة في تركيا، حيث أقام علاقات تجارية واجتماعية مع مواطنين أتراك وإيرانيين.

استهداف شخصيات إسرائيلية بارزة

في شهر أبريل من هذا العام، وافق مامان، بوساطة من مواطنين تركيين يُعرفان باسم “أندريه فاروق أصلان وجونيد أصلان”، على لقاء رجل أعمال ثري في إيران يدعى “إيدي”، لمناقشة مشروع تجاري، وفقًا لجهاز الأمن الإسرائيلي.

وجاء في بيان جيش الدفاع الإسرائيلي أن “المواطن الإسرائيلي دخل إيران مختبئًا داخل مقصورة شاحنة”، حيث التقى بعناصر من الاستخبارات الإيرانية الذين طلبوا منه القيام بأنشطة لصالح إيران داخل الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال انتقامًا لمقتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

نقل أموال وتهديدات بتعليمات من إيران

تشير التحقيقات إلى أن مامان حصل على مبلغ 5 آلاف يورو من أحد عناصر الاستخبارات الإيرانية قبل مغادرته إيران في المرة الثانية، كما يُزعم أنه طلب مقدمًا مبلغًا قدره مليون دولار قبل تنفيذ أي عملية.

من جانبه، صرّح محامي المتهم مامان، إيال بيسرجليك، بأن موكله ارتكب “خطأ في الحكم” وأنه يتعاون حاليًا مع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، بحسب صحيفة “تيلجراف” البريطانية. ويأتي هذا الإعلان عن اعتقال مامان في أعقاب هجمات إسرائيلية استهدفت حزب الله لليوم الثاني على التوالي، حيث تم تفجير أجهزة اتصال عن بعد، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 450 آخرين.

تصاعد التوترات

في سياق متصل، أعلن جهاز الشاباك في الأسبوع الماضي أنه تمكن من إحباط مخطط لجماعة حزب الله اللبنانية لاغتيال مسؤول دفاعي إسرائيلي سابق، الذي تبين لاحقًا أنه رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون.

وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوترات، حيث تعرض حزب الله لهجمات متطورة لليوم الثاني على التوالي، تضمنت تفجير أجهزة اتصال عن بعد، مما أدى إلى مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 450 آخرين.