رواج تجاري في موسم الخطوبة بإملشيل

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في كل عام، تشهد منطقة إملشيل الواقعة بقلب الأطلس الكبير حدثا يعد من أهم الأحداث الاقتصادية في المنطقة، وهو موسم الخطوبة. إن هذا الموسم ليس مجرد فرصة للاحتفال بالزواج والخطوبة؛ بل هو أيضا فرصة ذهبية للأعمال والأنشطة التجارية، التي تنعكس إيجابا على الاقتصاد المحلي.

ويعد موسم الخطوبة فرصة سنوية للسكان المحليين لتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، حيث يتحول الموسم إلى سوق عام لبيع وشراء مختلف السلع؛ من المنتجات التقليدية إلى الحرف اليدوية والملابس والأغذية. ومن ثم، فإن هذا السوق ليس مجرد مكان للتبادل التجاري؛ بل هو أيضا منصة لإعادة أداء الديون وتسوية الحسابات بين الأفراد والتجار.

وفي تصريح لهسبريس، قال أحد التجار المحليين إن “الموسم هو فرصتنا السنوية لتحقيق أرباح تعيننا على مدار العام، نبيع أكثر مما نبيع في أي وقت آخر؛ وهذا يساعدنا في تسديد ديوننا وتوفير احتياجاتنا للسنة المقبلة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا الموسم هو “سوق عام” يقصده كل من أراد البيع سواء في الصناعة التقليدية والمواد الغذائية والمجالية والدواب والمواشي، ويتم تحقيق رواج تجاري جد مهم.

في المقابل، قال حساين برشا، الذي يبلغ من العمر 80 سنة، إن موسم الخطوبة يشهد تدفقا كبيرا من الزوار، سواء كانوا مغاربة أو أجانب؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات.

ولفت الشيح الثمانيني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن هذه الزيادة في الطلب تعزز من النشاط الاقتصادي في المنطقة بشكل عام.

وأضاف المتحدث ذاته، الذي كان يبيع الزرابي التقليدية المنسوجة يدويا، أنه يتم تحقيق مكاسب مالية ليست فقط من قبل التجار؛ بل أيضا من قبل المزارعين الذين يبيعون منتجاتهم الزراعية، وأيضا الحرفيين الذين يعرضون منتجاتهم اليدوية، وحتى الأفراد الذين يقدمون خدمات الإيواء والطعام للزوار.

وفي هذا الصدد، قال يوسف، صاحب فندق بمركز إملشيل، إنه من الجوانب المهمة في الانتعاش الاقتصادي هو تأثير الموسم على السياحة، حيث يجذب موسم الخطوبة السياح؛ وهو ما يعزز من النشاط الاقتصادي في قطاعات أخرى مثل الفنادق والمطاعم والنقل.

وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذا النشاط يسهم في توفير في الدخل المحلي ويعزز من الاستقرار الاقتصادي للمنطقة. كما يؤدي الرواج التجاري خلال موسم الخطوبة إلى تحفيز الأسواق المحلية، يتم شراء كميات كبيرة من السلع المحلية؛ مما يدعم الفلاحين والحرفيين في المنطقة، ويساهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين ويشجع على الاستثمار في الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة، وفق تعبير يوسف.

وأجمع عدد من التجار المهنيين والموسميين الذين التقت بهم جريدة هسبريس الإلكترونية أن موسم الخطوبة في بوزمو دائرة إملشيل يمثل أكثر من مجرد حدث اجتماعي؛ بل إنه محرك اقتصادي قوي يعزز من الرواج التجاري ويحفز الانتعاش الاقتصادي في المنطقة، من خلال تحويل المنطقة إلى سوق عام للبيع والشراء.

وأكد المتحدثون أن الموسم يتيح للسكان تحقيق مكاسب مالية تساعدهم على مدار العام، ويسهم في تعزيز السياحة ودعم الأسواق المحلية وزيادة فرص العمل، يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي؛ مما يجعل من إملشيل نموذجا لكيفية تحويل الأحداث الثقافية إلى فرص اقتصادية مستدامة.

" frameborder="0">

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق