تحظى زيارة رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالكثير من الاهتمام والتركيز الإعلامي على المستوى العالمي والعربي والأمريكي أيضًا.

وتسلط الزيارة الضوء على مسيرة 50 عامًا من الشراكات بين البلدين أسهمت في تحقيق الازدهار والأمن والتقدم العلمي، إذ تعد الإمارات من أبرز الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة والعالم.

ترحيب أمريكي: “مرحبا الساع”

أطلقت البعثة الأمريكية في الإمارات هشتاج “مرحبا الساع” في لفتة تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين والترحيب بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وكتبت البعثة على صفحتها عبر منصة إكس: “مرحبا الساع.. نتطلع للترحيب بالشيخ محمد بن زايد، بواشنطن العاصمة في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس دولة الإمارات للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن”.

كما استعرضت صفحة البعثة الأمريكية محطات من تاريخ العلاقات بين البلدين، وكتبت: “بينما نستعد للترحيب بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لدى وصوله إلى واشنطن في لحظة تاريخية جديدة تُضاف إلى سجل #٥٠_عامًا_من_الشراكة، نسترجع معكم بعضًا من أبرز المحطات في مسيرة الشراكة القوية بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات على مدى خمسة عقود”.

ما بعد الطاقة الأحفورية

قدمت دولة الإمارات نموذجاً يُحتذى به في تعزيز التنمية المستدامة بخطى ثابتة، ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الإمارات شريكا استراتيجيًا وموثوقًا على المستويات كافة.

فحسب منصة البوابة الإليكترونية لحكومة دولة الإمارات، فإن أبوظبي تستعد لعالم ما بعد الطاقة الأحفورية، حيث تستثمر شركة مصدر الإماراتية أكثر من 1,7 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة المتجددة، وتسهم مشاريعها بتوفير نحو 1 جيجاواط من الطاقة النظيفة في دولة الإمارات وخارجها.

كما تهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031.

مجالات جديدة

تشير تدوينه البعثة الأمريكية إلى أن واشنطن تنظر إلى الإمارات باعتبارها مستثمر مهم في المجالات الاقتصادية الجديدة التي تتجاوز عالم التجارة والطاقة التقليدية.

فكتبت البعثة على صفحتها: “ستعزز الزيارة علاقاتنا الثنائية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، واستكشاف الفضاء، والطاقة النظيفة، التجارة، واستقرار المنطقة”.

وحسب تقرير لوكالة أنباء الإمارات (وام)، اليوم الاثنين 23 سبتمبر، فإن القطاعات الرئيسية لاستثمارات الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، تشمل: الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.

اتفاقيات نوعية

أشار تقرير الوكالة الإماراتية، إلى توقيع البلدين اتفاقيات نوعية تشير إلى طبيعة اقتصاد ما بعد الطاقة الأحفورية، ففي أول يونيو الماضي وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات، الذي سيكون أحد أكثر التطورات الحضرية استدامة في العالم.

وفي 15 أبريل الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة G42، ما يعزز التعاون المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

وأدى إطلاق دولة الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، إلى تعزيز التعاون العلمي في مجال استكشاف الفضاء بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ظهر جليًا من خلال مهمة الإمارات الجديدة، إلى حزام الكويكبات بالتعاون مع جامعة كولورادو بولدر.

ويعد العمل المناخي، أحد أهم أوجه التعاون المثمر بين البلدين، ويبرز ذلك من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 جيجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.